للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الركعة الأولى من السجدة الثانية أن يستوي ثمَّ يعتمد على يديه ويقوم، شيخًا كان أو شابًا، هذه سُنَّة الصلاة، الاعتماد على اليدين إذا قام.

قال إسحاق: وربما كان الرجل ناهضًا على صدور قدميه ومعتمدًا على يديه، إذا رفع رأسه من السجدة رجع إلى الجلسة كأنه في أرجوحة، ثمَّ يعتمد على الأرض بيده ثمَّ يقوم، وقد استوى على الأرض بصدور قدميه".

وقد ذكر حرب في مسائله (٢٠٣ - ٢٠٦) القول بالاعتماد على اليدين عند النهوض من السجود عن جماعة من التابعين، ونقله بإسناد شامي رجاله ثقات عن أبي ريحانة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لكنه منقطع [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ٣٥٥)، العلل المتناهية (٢/ ٧٧٦/ ١٢٩٥)].

وقال ابن قدامة في المغني (١/ ٣١١): "والرواية الثانية [يعني: عن أحمد] أنَّه يجلس، اختارها الخلال، وهو أحد قولي الشافعي، قال الخلال: رجع أبو عبد الله إلى هذا؛ يعني: ترَكَ قوله: يترك الجلوس".

وقال ابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٩٤): "اختلف أهل العلم فيما يفعله المرء عند رفع الرأس من السجدة الآخرة من الركعة الأولى، والركعة الثالثة من الصلاة، فقالت طائفة: ينهض على صدور قدميه ولا يجلس.

روي ذلك عن عبد الله بن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وقال النعمان بن أبي عياش: أدركت غير واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان إذا رفع رأسه من السجدة في أول ركعة والثالثة، قام كما هو ولم يجلس،. . .".

إلى أن قال: "وهذا قول سفيان الثوري، ومالك، وأصحاب الرأي، وممن روينا عنه أنَّه كان ينهض على صدور قدميه: عمر، وعلي، وابن الزبير، وأبو سعيد الخدري، وبه قال أحمد وإسحاق، وفعل ذلك أحمد، واحتج بحديث يحيى القطان عن ابن عجلان، وبما روي عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا ينهضون على صدور أقدامهم، وقال: عامة الأحاديث على ذلك، وذكر عمر، وعليًّا، وعبد الله، وحديث ابن عجلان، فذُكر له حديث مالك بن الحويرث، فقال: قد عرفته، ذاك أكثر".

قال ابن المنذر: "حديث ابن عجلان الذي احتج به رواه يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثمَّ اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثمَّ قم".

وقالت طائفة: يقعد، فإذا استوى قاعدًا قام فاعتمد على الأرض، هذا قول الشافعي، واحتج بحديث مالك بن الحويرث".

وقال ابن بطال في شرح البخاري (٢/ ٤٣٧): "ذهب جمهور العلماء إلى ترك الأخذ بهذا الحديث، وقالوا: إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة من الركعة الأولى والركعة الثالثة ينهض على صدور قدميه، ولا يجلس".

<<  <  ج: ص:  >  >>