قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يرون بالإقعاء بأسًا، وهو قول بعض أهل مكة من أهل الفقه والعلم.
قال: وأكثر أهل العلم يكرهون الإقعاء بين السجدتين".
• تابع ابن جريج عليه:
ابن لهيعة [ضعيف]، عن أبي الزبير، عن طاوس، قال: رأيت ابن عباس يجثو على صدور قدميه، فقلت: هذا يزعم الناس أنَّه من الجفاء، قال: هو سُنَّة نبيِّك - صلى الله عليه وسلم -.
ولفظ عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة: رأيت عبد الله بن عباس يستوي على أطراف أصابعه في الصلاة بين كل سجدتين من كل ركعة، فسألته عن ذلك؟ فقال: هي السُّنَّة، فقلت: يا أبا عباس قد كنا نقول: إن ذلك من الجفاء، قال: بل هي السُّنَّة.
أخرجه أحمد (١/ ٣١٣)، والدولابي في الكنى (١/ ٢٥٣/ ٤٤٩).
• ورواه زكريا بن إسحاق، عن عبد الكريم؛ أنَّه سمع طاوسًا يقول: كان ابن عباس يقول: إن من السُّنَّة أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين؛ يعني: الإقعاء.
أخرجه البزار (١١/ ١٢٠/ ٤٨٤٢).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يحدث به عن عبد الكريم إلا زكريا بن إسحاق، وهو ثقة مكي".
قلت: عبد الكريم هذا الأقرب عندي أنَّه ابن أبي المخارق، كما وقع في الموضح (٢/ ٢٧١) رواية زكريا بن إسحاق عنه، وابن أبي المخارق أشهر بالرواية عن طاوس من عبد الكريم بن مالك الجزري.
وعبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري: مجمع على ضعفه، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله: "ضعيف"، وفي رواية أبي طالب: "ليس هو بشيء، شبه المتروك" [التهذيب (٢/ ٦٠٣)، الميزان (٢/ ٦٤٦)، الجرح والتعديل (٦/ ٦٠)].
• وروى معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه؛ أنَّه رأى ابن عمر وابن الزبير وابن عباس يقعون بين السجدتين.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩١/ ٣٠٢٩)، ومن طريقه: ابن المنذر (٣/ ١٩٢/ ١٤٨٦).
وهذا موقوف على العبادلة الثلاثة بإسناد صحيح.
• وروى ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، قال: سمعت ابن عباس يقول: من السُّنَّة أن يمس عقبك أليتيك، قال: قال طاووس: ورأيت العبادلة يقعون؛ ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩١/ ٣٠٣٣)، ومن طريقه: ابن المنذر (٣/ ١٩٢/ ١٤٨٧).