للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال البغوي: "هكذا قال شيبان في هذا الحديث: عن عبد الرحمن بن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأوهم فيه، وإنما رواه عبد الرحمن بن علي عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

وقال في الموضع الثاني: "نقص من إسناده رجلًا".

وقال أبو نعيم: "تفرد به عبد الوارث بن سعيد، وأبو عبد الله الشقري اسمه: سلمة بن تمام، وصحيحه: ما رواه عكرمة بن عمار عن عبد الله بن بدر عن طلق".

• قلت: بل صحيحه ما رواه ملازم بن عمرو، فقد اضطرب فيه عكرمة، والأقرب عندي رواية عبد الصمد عن أبيه؛ فإن أهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء؛ إلا أن عمر بن جابر اليمامي قد اختلف عليه في إسناده:

أ - فرواه أبو عبد الله الشقري [سلمة بن تمام: صدوق. التهذيب (٢/ ٧١)، طبقات ابن سعد (٧/ ٢٥٢)، تاريخ الدوري (٤/ ١٢٤/ ٣٤٩٨)، سؤالات ابن أبي شيبة (٥٧) قال: حدثني عمر بن جابر اليمامي، عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي، [زاد عبد الصمد في روايته عن أبيه عبد الوارث: عن أبيه]، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:. . . فذكره.

ب - ورواه كهمس بن الحسن التميمي [ثقة]، عن عمر بن جابر يرفعه، قال: "لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم فيها صلبه". هكذا مرسلًا.

أخرجه ابن حبَّان في الثقات (٥/ ١٤٧)، بإسناد حسن إلى: معتمر بن سليمان، قال: ثنا كهمس به.

ج - ورواه إياس بن دغفل [الحارثي البصري: ثقة]، عن عمر بن جابر الحنفي، عن رجل من قومه يقال له: عبد الرحمن بن زيد؛ أنَّه حدثه أن رجلًا من قومه؛ أخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود".

أخرجه ابن بطة في الإبانة (٣/ ١٢١/ ٩١)، بإسناد صحيح إلى إياس به.

والذي يظهر لي - والله أعلم - أن عمر بن جابر اليمامي قد اضطرب في إسناد هذا الحديث، ولم يضبطه، وعمر هذا قد ذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال أحمد: "عزيز الحديث"، ولم يجرحه بشيء، وقال البخاري في إسناد حديث هو فيه: "في إسناده نظر"، ولا أظنه عناه بذلك، ففي الإسناد من تُكُلِّم فيه، ومن يُجهل حاله، وقد سكت عنه ابن أبي

حاتم في الجرح والتعديل، وقال ابن القطان: "لا تُعرف حاله" [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٠٩/ ٤٤٤٠)، الأدب المفرد (١١٩٢)، التاريخ الكبير (٦/ ٢٥٩)، الجرح والتعديل (٦/ ١٠١)، الثقات (٨/ ٤٣٨)، بيان الوهم (٤/ ٦١٨/ ٢١٧٣)، التهذيب (٣/ ٢١٧)]، فمثل هذا إذا اختلف عليه الثقات دلّ على سوء حفظه وعدم ضبطه، إذ لم يحفظ إسناده ولا متنه، والله أعلم.

ويمكن أن يقال بأنّه روى إسناده مرة على الجادة فأصاب حين حدَّث به سلمة بن تمام، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>