"مقبول"، وفي الخلاصة:"مقل"]، ولم أقف فيه على جرح أو تعديل.
والراوي عنه: مصعب بن عبد الله بن مصعب الواسطي، ولقبه شيخان: ذكره ابن حبَّان في الثقات [الثقات (٩/ ١٧٥)، فتح الباب (١٠١٧)، إكمال ابن ماكولا (٤/ ٣٨٥)، الأنساب (٣/ ٤٩٠)، توضيح المشتبه (٥/ ٣٨٨)].
لكن سنان بن هارون المتفرد به عن بيان بن بشر: هو علة هذا الطريق؛ فإنَّه وإن نُقِل عن الذهلي توثيقه [كما في: إكمال مغلطاي (٦/ ١٢٣)، وعنه: ابن حجر في التهذيب (٢/ ١١٩)]، وقال العجلي:"كوفي، لا بأس به"، وقال البزار:"رجل من أهل الكوفة، ليس به بأس"، وقال أبو حاتم:"شيخ"، فقد تكلم فيه آخرون بين مليِّن ومضعِّف:
فأما قول ابن عديّ بعد أن أنكر عليه حديثًا:"ولسنان بن هارون أحاديث، وليس بالمنكر عامتُها، وأرجو أنَّه لا بأس به"، ففيه دليل على أنَّه أنكر عليه عدة أحاديث منها الحديث المذكور، إلا أن عامة حديثه ليس منكرًا، هو فيها ليس به بأس، والشاهد من كلام ابن عديّ أن له مناكير.
وأما تقديم ابن معين لسنان على أخيه سيف فلا يعني توثيقه، فكلاهما عنده ضعيف؛ إلا أن سيفًا أشد ضعفًا، يدلّ على ذلك أنَّه قال فيهما جميعًا:"سنان بن هارون وسيف بن هارون: ضعيفان، وسنان أعجبهما إليَّ" [كما في ضعفاء العقيلي (٢/ ١٧١ و ١٧٤)]، وقال أيضًا:"سيف وسنان أبناء هارون البرجمي: ضعيفًا الحديث، وسنان أمثلهما قليلًا" [كما في رواية ابن طهمان (٣١٢)]، ولما سئل عن سنان وحده، قال:"ضعيف" [كما في سؤالات ابن محرز (١/ ٧٠/ ١٦٦)]، وقال في رواية ابن أبي خيثمة عنه:"سنان بن هارون البرجمي: ليس حديثه بشيء" [كما في المجروحين (١/ ٣٥٤)]، بل إنه في روايةٍ عند عباس الدوري (٣/ ٣٣٦/ ١٦٢٧) قدَّم سيفًا على سنان، فقال:"سيف بن هارون البرجمي أحب إليَّ من سنان"، فإن قيل: قد روى عنه إسحاق بن منصور أنَّه قال فيه: "صالح" [كما في الجرح (٤/ ٢٥٣)]، فيقال: تُقدم رواية الجرح لكون رواتها أكثر عددًا وأطول صحبة لابن معين من الكوسج، فقد روى عنه التضعيف: عباس الدوري وابن أبي خيثمة وابن محرز وابن طهمان.
وقال أبو داود:"ليس بشيء"، وقال النسائي:"سنان: ضعيف"، وقال الساجي:"ضعيف الحديث، منكر الأحاديث"، وقال ابن حبَّان لما أورده في المجروحين:"منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير عن المشاهير"، وقال الدارقطني:"يُعتبر به".
وقد أدخله العقيلي في ضعفائه، وقال:"حديثه غير محفوظ"، ثمَّ أورد له حديث أنس عن أم حبيبة في تخيير المرأة في الآخرة بين زوجيها في الدنيا، ثمَّ قال:"ولا يحفظ إلا من حديث سنان"، وهو معنى ما قال البزار في نفس الحديث [المسند (٦٦٣١)]، لكن حَكَم أبو حاتم على حديث أم حبيبة هذا بأنّه: موضوع، لا أصل له، ثمَّ قال:"سنان عندنا: مستور" [العلل (١٢٥٢)]، وذلك لأنَّ المتفرد به عن سنان هو: عبيد بن إسحاق