وقال:"والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتابعين ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطبِّقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم".
وقال أيضًا بعد حديث سعد:"وأبو حَصِين اسمه: عثمان بن عاصم الأسدي، وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه: عبد الله بن حبيب، وأبو يعفور: عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وأبو يعفور العبدي اسمه: واقد، ويقال: وقدان، وهو الذي روى عن عبد الله بن أبي أوفى، وكلاهما من أهل الكوفة".
وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ٤٧): "وسماع أبي عبد الرحمن من عمر: قد أنكره شعبة ويحيى بن معين".
قلت: نعم، أنكره ابن معين، ولم أقف على رواية عن شعبة فيها نفي سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عمر، إلا ما حكاه أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل، وأرى ذكر عمر مقحمًا فيه، فإنه ليس في أصله من جامع التحصيل، وإنما المنقول عن شعبة قوله:"لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان، ولا من عبد الله بن مسعود، ولكنه سمع من علي"، وقال ابن أبي حاتم في الجرح:"روى عن عمر: مرسل"، وذكر أنه سمعه من أبيه [طبقات ابن سعد (٦/ ١٧٢)، تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٦٧/ ٣١٨٠)، مسند أحمد (١/ ٥٨)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٥٤)، المنتخب من ذيل المذيل (٤٧ ١)، مسند أبي عوانة (٢/ ٤٤٥/ ٣٧٦٥)، المراسيل (٣٨٢ - ٣٨٧)، الجرح والتعديل (١/ ١٣١) و (٥/ ٣٧)، مسند الشاشي (٢/ ١٨٧/ ٧٥٢)، الكامل لابن عدي (١/ ٧٣)، جامع التحصيل (٣٤٧)، تحفة التحصيل (١٧١)، وغيرها].
وعلى هذا فتكون رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن عمر: مرسلة، ورجاله ثقات، والله أعلم.
٢ - حديث أبي هريرة:
يرويه حيوة بن شريح التجيبي المصري [ثقة ثبت]، قال: سمعت ابن عجلان، يحدث عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: اشتكى الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التَّفَرُّجَ في الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا بالرُّكَب".
أخرجه الطحاوي (١/ ٢٣٠).
• هكذا احتج به الطحاوي على وضع الكفين على الركبتين حال الركوع، وإنما الحديث في السجود:
فقد رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، وهو من أثبت الناس في ابن عجلان]، عن ابن عجلان، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: شكا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه مشقة السجود عليهم، إذا تفرَّجوا، فقال:"استعينوا بالركب".