تطوعًا، فمرَّ بآية من ذكر النار، فقال: "ويلٌ لأهل النار، أعوذ بالله من عذاب النار".
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٧٩/ ٦٤٣٠)، بإسناد صحيح إلى المطلب.
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جدًّا، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧)، الميزان (٣/ ٦١٣)]؛ فلا يحتج بحديثه، وأخشى أن يكون الاختلاف في إسناد هذا الحديث من قِبَله هو، وعليه: فهو حديث ضعيف، والله أعلم.
***
٨٨٢ - . . . ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقُمنا معه، فقال أعرابيٌّ في الصلاة: اللَّهُمَّ ارحمني ومحمدًا، ولا ترحمْ معنا أحدًا، فلما سلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال للأعرابي: "لقد تحجَّرْتَ واسعًا".
يريد: رحمة الله - عز وجل -.
• حديث صحيح.
أخرجه البخاري (٦٠١٠)، وقد سبق تخريجه تحت الحديث رقم (٣٨٠).
***
٨٨٣ - . . . وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، قال: "سبحان ربي الأعلى".
قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع، وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا.
• لا يصح رفعه؛ إنما هو موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح على شرط البخاري.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٦٣ - ٢٦٤)، والضياء في المختارة (١٠/ ٣٦٢/ ٣٨٦ و ٣٨٧)، وأحمد (١/ ٢٣٢)، وأبو جعفر النحاس في إعراب القرآن (٥/ ٢٠٤)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦/ ١٢٣٣٥)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ١٨٢)، والبيهقي (٢/ ٣١٠)، والبغوي في التفسير (٤/ ٤٧٥)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٤٧).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وقال ابن حجر: "هذا حديث حسن"، ولم يقل: صحيح؛ لأجل الاختلاف الآتي ذكره عن أبي إسحاق.