يا أمير المؤمنين! أتزيد هذا في القرآن؟ قال: ما هو؟ قالوا: سبحان ربي الأعلى، قال: لا إنما أمرنا بشيء فقلته [ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ٧٦/ ٦٣٠٧)، وابن عادل في اللباب في علوم الكتاب (٢٠/ ٢٧٤)].
فهذا يجعله في حكم المرفوع، لكنه لا يصح؛ فإنه من رواية عيسى بن عمر، عن أبيه، قال: قرأ علي ... فذكره، وعيسى هذا هو: ابن عمر الأسدي الهمداني الكوفي القارئ، وهو: ثقة؛ إلا أن عامة مشايخه من أتباع التابعين، وأبوه عمر: لم أعرفه، ولا أظنه سمع عليًّا، لا سيما وقد قال فيه: قرأ علي، فلم يذكر ما يدل على اتصاله، ولا أُراه إلا باطلًا؛ وآفته عندي: حسين بن علي بن الأسود، وقد قال فيه ابن عدي: "يسرق الحديث" [الكامل (٢/ ٣٦٨)، التهذيب (١/ ٤٢٥)، الميزان (١/ ٥٤٣)]، والمعروف في هذا: ما تقدم عن عيسى بن عمر، عن المسيب بن عبد خير، عن أبيه، عن علي، والله أعلم.
٢ - وروى مسعر بن كدام [ثقة ثبت]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي]:
عن عمير بن سعيد [أبي يحيى النخعي]، قال: سمعت أبا موسى [الأشعري] قرأ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فقال: سبحان ربي الأعلى، [و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}].
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٥١/ ٤٠٥٠)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (١٥٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٧/ ٨٦٣٩ و ٨٦٤٠)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٧)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٨٣)، والبيهقي في السنن (٢/ ٣١١).
وهذا موقوف على أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح.
٣ - وروى هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا أبو بشر [جعفر بن أبي وحشية: ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر [وفي رواية سعيد بن منصور: سمعت ابن عمر]، أنه كان يقرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} سبحان ربي الأعلى {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}، قال: وهي في قراءة أُبي بن كعب كذلك.
وفي رواية: أنه كان إذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: سبحان ربي الأعلى ...
أخرجه الحاكم (٢/ ٥٢١)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (١٥٤)، وسعيد بن منصور (٨/ ٧٠٠ - الفتح لابن حجر)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤/ ٣٠٩ - ط هجر)، وأبو بكر الآجري في الشريعة (٣/ ١٠٩٧/ ٦٧٢)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٨٨).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وقال ابن حجر في الفتح (٨/ ٧٠٠): "إسناد صحيح".
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.
وسعيد بن جبير يحتمل منه التعدد في الأسانيد، فهذا يرويه عن ابن عمر بزيادة فيه، من رواية أبي بشر عنه، وهو من أثبت الناس فيه، ورواه مرة أخرى عن ابن عباس، من