يونس الطويل -جليس لأبي إسحاق الهمداني-[لم أهتد إليه]، عن البراء بن عازب، قال: لما نزلت هذه الآية {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)} قال رسول الله - عليه السلام -: "سبحانك وبلى".
أخرجه أبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (٣٠٤)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٩٢)، والواحدي في تفسيره الوسيط (٤/ ٣٩٧)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٤٦).
قال ابن حجر: "هذا حديث غريب".
قلت: هو حديث باطل؛ والمعروف عن شعبة في هذا:
ما رواه عنه أصحابه، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أنه كان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)} قال: سبحانك اللَّهُمَّ بلى، وإذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: سبحان ربي الأعلى.
وهو موقوف صحيح، تقدم تخريجه في الحديث السابق.
٣ - حديث الزبير بن العوام، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)} [آل عمران: ١٨]، [قال]: "وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب".
وفي لفظ له من طريق آخر: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفات، وعامة قوله عشية إذ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} إلى آخر الآية: "وأنا أشهد أي ربِّ".
أخرجه أحمد (١/ ١٦٦) (١/ ٣٥٨/ ١٤٣٨ - ط المكنز)، وابن أبي حاتم في التفسير (٢/ ٦١٦/ ٣٣٠٣)، والطبراني في الكبير (١/ ١٢٤/ ٢٥٠)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٣٥)، وأبو طاهر المخلص في الرابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٣٨) (٨٥٣ - المخلصيات)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١١٤/ ٤٤٥)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٨٠)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٥١١)، وأبو سعد السمعاني في معجم شيوخه (١/ ١٤٠/ ١١ - المنتخب).
وهو حديث ضعيف؛ له إسنادان: أحدهما فيه مجهولان [وهو إسناد أحمد]، والآخر فيه اختلاف، وصوابه مرسل [كما في فوائد المخلص]، وكلا الإسنادين يدور على أبي سعيد أو أبي سعد عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، إذ عليه مدار الحديث، وتفصيل الكلام عليه يطول.
٤ - روى عمار بن عمر بن المختار: حدثني أبي: حدثني غالب القطان [غالب بن خطاف القطان: ثقة]، قال: أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبًا من الأعمش، فلما كانت ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة، قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٨، ١٩] ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به،