وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تفرد به: عمر بن المختار، وعمر يحدث بالأباطيل".
وقال ابن حجر في اللسان (٦/ ٤٨): "وليست الآفة في هذا الحديث إلا من عمر بن المختار".
قلت: هو حديث باطل.
وانظر أيضًا: فضائل القرآن لأبي عبيد (١٥١).
• ومما روي عن الصحابة في هذا المعنى أيضًا:
١ - ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن السائب، قال: أخَّر عمر بن الخطاب -كرم الله وجهه- العشاء الآخرة، فصليتُ، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} حتى أتيت على قوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)}، فرفع صوته حتى ملأ المسجد: أشهد.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (١٤٩)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٧٤).
قلت: وهذا إسناد مكي، رجاله ثقات، وعبد الله بن السائب هو: المخزومي المكي، له صحبة، ولم أقف لابن ماهك على سماعه من عبد الله بن السائب، وإن كان أدركه، والله أعلم.
• ورواه عباد بن العوام، عن سعيد بن إياس الجريري، عن جعفر بن إياس، قال: دخل عمر بن الخطاب رضوان الله عنه المسجد، وقد سُبِق ببعض الصلاة، فنشب في الصف، وقرأ الإمام: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)} [الذاريات: ٢٢]، فقال عمر: وأنا أشهد.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (١٤٩)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٧٥).
إسناده ضعيف؛ لأجل انقطاعه، فإن أبا بشر جعفر بن أبي وحشية: لم يدرك عمر، وعباد بن العوام ممن سمع من الجريري بعد الاختلاط [انظر: بيان الوهم (٥/ ٢١٧)، الكواكب النيرات (٢٤)، وهو دون الطبقة التي سمعت منه قبل الاختلاط].
ولعل هذا الأثر يصح بمجموع هذين الطريقين، والله أعلم.
٢ - الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى؛ أن عائشة مرّت بهذه الآية {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧)} [الطور: ٢٧] فقالت: ربِّ مُنَّ عليَّ وقِني عذابَ السَّموم.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٤٥ / ٤٠٤٨)، عن الثوري به.
وخالفه: عبد الرحمن بن مهدي، فرواه عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، قال: حدثني من سمع عائشة، ... فذكره عنها.
أخرجه أحمد في الزهد (٩٠٩)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (٢/ ٤٨).