حديث محمد بن إبراهيم التيمي، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب؛ أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة أعظم" الحديث".
قلت: حديث العباس انفرد به مسلم، وإنما اتفق الشيخان على حديث طاووس عن ابن عباس، وتقدم قبل هذا.
وقال البزار: "لا نعلم أحدًا أسنده عن أيوب إلا ابن علية" [الأحكام الكبرى (٢/ ٢٥٤)].
قلت: تابعه وهيب بن خالد، كما ترى.
• خالفهما فأوقفه على ابن عمر قوله:
حماد بن زيد، فرواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إذا سجد أحدكم فليضع يديه، فإذا رفع فليرفعهما؛ فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه.
أخرجه البيهقي (٢/ ١٠١)، ومن طريقه: ابن حجر في التغليق (٢/ ٣٢٧).
هكذا اختلف على أيوب في رفع هذا الحديث ووقفِه؛ فرفعه: ابن علية ووهيب، وأوقفه: حماد بن زيد، وهو أثبت الناس في أيوب عند أكثر النقاد، وقدم بعضهم ابن علية على حماد [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٩)].
• وروي مرفوعًا من طرقٍ أخرى فيها غرابة:
١ - روى الطبراني في الأوسط (١/ ١٩٩/ ٦٣٦)، بإسناد صحيح إلى: حكَّام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجدت فضع كفيك على الأرض؛ فإن الكفين يسجدان كما يسجد الوجه".
وهذا إسناد غريب؛ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: صدوق، سيئ الحفظ جدًّا، وعنبسة بن سعيد بن الضريس، قاضي الري: كوفي، ثقة، والراوي عنه: حكام بن سلم الرازي: وثقه الجمهور؛ ابن معين، وأبو حاتم، وإسحاق بن راهويه، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وابن سعد، وقال الدارقطني: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد أحدًا تكلم فيه سوى ما نقل عن أحمد، أنه قال: "وكان يحدث عن عنبسة بن سعيد أحاديث غرائب" [التهذيب (١/ ٤٦١)، تاريخ بغداد (٨/ ٢٨١)].
٢ - وروى ابن المظفر في غرائب مالك (١٧٥)، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث بن إبراهيم الموصلي: نا جبرة بن إبراهيم [كذا في المطبوع]: نا أبو داود، عن سفيان، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اليدان تسجدان، كما يسجد الوجه".
وهذا إسناد غريب؛ أسامة بن زيد الليثي مولاهم: صدوق، صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)]، وسفيان هو: الثوري، وأبو داود هو: عمر بن سعد الحفري، وهو ثقة.