للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - ورواه همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: انطلقت إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث؟ فخرج، فقال: قلت: حدثني ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر، قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: "إن الذي تطلُبُ أمامَك"، فاعتكف العشر الأوسط، فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: "إن الذي تطلُبُ أمامَك"، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: "من كان اعتكف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فليرجع، فإني أُريتُ ليلة القدر، وإني نُسِّيتُها، وإنها في العشر الأواخر، في وترٍ، وإني رأيت كأني أسجد في طينٍ وماءٍ"، وكان سقفُ المسجدِ جريدَ النخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قَزَعةٌ، فأُمطرْنا، فصلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيتُ أثر الطين والماء على جبهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرنبته؛ تصديق رؤياه.

أخرجه البخاري (٨١٣)، وأبو عوانة (٢/ ٢٦٠/ ٣٠٧١)، وأحمد (٣/ ٧٤).

وقد روي أيضًا بنحو هذا اللفظ مختصرًا عن أبي سعيد، لكن بإسناد واهٍ [عند: عبد الرزاق (٤/ ٢٤٧/ ٧٦٨٣)].

٣ - ورواه مالك بن أنس، وبكر بن مضر، والليث بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي: عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا، حتى إذا كان ليلةَ إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج فيها [من صبيحتها] من اعتكافه، قال: "من كان اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثم أُنسيتُها، وقد رأيتُني أسجد من صبيحتها في ماءٍ وطينٍ، [فالتمسوها في العشر الأواخر]، والتمسوها في كل وتر"، قال أبو سعيد: فمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فقال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى جبهته وأنفه أثرُ الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين. لفظ مالك.

ولفظ البقية متقارب، نختار منه لفظ بكر [عند مسلم]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة ويستقبل إحدى وعشرين يرجع إلى مسكنه [وفي رواية ابن أبي حازم، والدراوردي، والليث بن سعد: فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه]، ورجع من كان يجاور معه، ثم إنه أقام في شهر، جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس فأمرهم بما شاء الله، ثم قال: "إني كنت أجاور هذه العشر، ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليبِتْ [وفي رواية عنه، وكذا قال الآخران: فليثبت] في معتكفه، وقد رأيت هذه الليلة فأُنسيتُها، فالتمسوها في العشر الأواخر، في كل وترٍ، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>