للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال علي بن المبارك والأوزاعي: في أرنبته وجبهته، وقال علي بن المبارك: فخرجنا صبيحة عشرين، قال: فخطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين، وقال الأوزاعي: فلما كان صبيحة عشرين من رمضان قام فينا [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] فقال: "من كان خرج فليرجع ... ".

أخرجه البخاري (٦٦٩ و ٨٣٦ و ٢٠١٦ و ٢٠٣٦)، ومسلم (١١٦٧/ ٢١٦)، وأبو عوانة (٢/ ٢٥٩/ ٣٠٦٧ و ٣٠٦٨) و (٢/ ٢٦٠/ ٣٠٧٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٥٥ و ٢٥٦/ ٢٦٦٥ - ٢٦٦٧)، والنسائي في الكبرى (٣/ ٣٩٤/ ٣٣٧٤)، وابن ماجه (١٧٦٦)، وابن حبان (٨/ ٤٤١/ ٣٦٨٥)، وأحمد (٣/ ٦٠)، والطيالسي (٣/ ٦٤١/ ٢٣٠١)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٣١/ ٤٩٦٤)، وأبو يعلى (٢/ ٣٨٧/ ١١٥٨)، والطحاوي (٣/ ٨٩)، والبيهقي (٤/ ٣٢٠).

• هكذا قال يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، وتابعه عليه جماعة ممن رواه عن أبي سلمة [سليمان بن أبي مسلم الأحول، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الله بن أبي لبيد، يأتي ذكر حديثهم في آخر الطرق]، قالوا: خرجنا صبيحة عشرين، وفي رواية: فلما كانت صبيحة عشرين نقلنا متاعنا، فأبصرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من كان منكم معتكفًا فليرجع إلى معتكفه، ... "، وفي رواية: فلما أصبحنا صبيحة عشرين رجع ورجعنا معه، وفي هذا دليل على خروجهم في نهار اليوم العشرين وقبل الغروب، يدل عليه قوله في إحدى الروايات: فلما كان العشي جلس على المنبر، فخطب الناس، فقال: ... فذكر خطبته - صلى الله عليه وسلم -، ولذا فقد ترجم له البخاري في موضع من الصحيح بقوله: "باب الاعتكاف، وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين"، وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ٢٥٧): "فإنه ظاهر في أن الخطبة كانت في صبح اليوم العشرين".

وجاء في رواية ابن الهاد ما يدل على وقوع هذه الخطبة مساءً، ففيها: حتى إذا كان ليلةَ إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه، قال: ... فذكر الخطبة، وفيها أيضًا: فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه، وفيها أيضًا: "فمن كان اعتكف معي فليبِتْ في معتكفه" [انظر: الفتح لابن حجر (٤/ ٢٥٧)، إرشاد الساري (٣/ ٤٤٦)].

ولفظ المساء والعشي يستعمل في اللغة وفي الشرع فيما بعد زوال الشمس، ولا يلزم منه دخول الليل بغروبها، يؤكده قوله: ويستقبل إحدى وعشرين؛ يعني: أنه لم يدخل فيها بعد، ولا يعارَض ذلك بقوله: حين يمسي من عشرين ليلة تمضي، فإنه في صباح اليوم العشرين، وبعد زوال شمسه، يكون قد أمسى من عشرين ليلة مضت، من ليالي رمضان، فإن المقصود بالاجتهاد والتشمير والإحياء هو الليالي لا مطلق الأيام، والله أعلم.

وعلى هذا: فقد ثبت بهذا الحديث خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من معتكفه بعد انتهاء آخر ليلة من ليالي العشر، وفي صبح نهار يومها العاشر، وأنه لم يمكث في معتكفه إلى غروب شمس اليوم العاشر، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>