للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٤٥٥).

وروى ابن وهب، عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن خيوان السبائي حدثه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يسجد بجنبه، وقد اعتم على جبهته، فحسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبهته.

أخرجه ابن وهب في الجامع (٣٩٣)، ومن طريقه: أبو داود في المراسيل (٨٤)، والبيهقي (٢/ ١٠٥).

قلت: وهذا مرسل بإسناد ضعيف؛ فإن صالح بن خيوان: قليل الرواية جدًّا، ليس له إلا حديثين، أو ثلاثة، ولم يرو عنه إلا بكر بن سوادة، فهو في عداد المجاهيل، والعجلي وابن حبان معروفان بتساهلهما في توثيق المجاهيل من التابعين، وقول عبد الحق: "لا يحتج به": أقرب للصواب، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (٤٨١)، وبقية رجاله ثقات عدا ابن لهيعة؛ فإنه ضعيف.

١١ - ورُوي أيضًا من حديث ابن عباس، بإسناد غريب جدًّا، مسلسل بالمجاهيل، وفيه من ضُعِّف [طبقات الصوفية (٣٦)، الحلية لأبي نعيم (٨/ ٥٥)، تاريخ دمشق (١٣/ ٣٤٠)، [قال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٥٣): "وفي إسناده ضعف"، قلت: في إسناده ثلاثة من المجاهيل، ومداره على عبد الله بن موسى بن الحسن بن إبراهيم بن كريد، أبي الحسن السلامي، يروي عن المجهولين، وفي حديثه غرائب ومناكير وعجائب، وهذا منها. تاريخ بغداد (١٠/ ١٤٨)، اللسان (٥/ ٢٤)].

• قال البيهقي: "لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في السجود على كور العمامة شيء" [المعرفة (٢/ ١٠)].

وقال أيضًا: "وأما ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من السجود على كور العمامة فلا يثبت شيء من ذلك.

وأصح ما روي في ذلك: قول الحسن البصري حكاية عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ... "، ثم رواه بإسناد صحيح إلى: "الحسن قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجدون وأيديهم في ثيابهم، ويسجد الرجل منهم على عمامته" [السنن (٢/ ١٠٦)، وانظر: مختصر الخلافيات (٢/ ٢١١)].

وقال النووي في المجموع (٣/ ٣٨٧): "وأما المروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد على كور عمامته: فليس بصحيح".

وقال ابن القيم في الزاد (١/ ٢٣١): "وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة، ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن".

وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٢٦٦): "وقد رُوي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يفعله، من وجوه كلها باطلة، لا يصح منها شيء، قاله البيهقي وغيره".

• والحاصل: فإنه لا يصح حديث في السجود على كور العمامة، وإنما الثابت

<<  <  ج: ص:  >  >>