وهنا تابع زهيرٌ شريكًا في بعض ألفاظه، لكنه خالفه فأوقفه.
• ورواه موقوفًا أيضًا أثبت أصحاب أبي إسحاق:
فقد رواه شعبة، وسفيان الثوري:
قال شعبة: أنبأني أبو إسحاق، عن البراء، قال: إذا سجد أحدكم فليسجد على ألية الكف، وفي روايةٍ لشعبة: عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: السجود على ألية الكفين.
ولفظ الثوري: السجود على ألية الكف.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (٥/ ٣٣٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٣٣ و ٢٣٤/ ٢٦٧٥ و ٢٦٧٦) (٢/ ٤٨١/ ٢٦٩٠ و ٢٦٩١ - ط عوامة)، والبيهقي (٢/ ١٠٧).
• وشعبة وسفيان الثوري: هما أثبت من روى هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي، وأقدم الناس سماعًا منه، فأوقفاه على البراء في السجود على ألية الكف فقط، ولم يزيدا على ذلك شيئًا، وتابعهما على لفظه وأخطأ في رفعه: الحسين بن واقد، وتابعهما على وقفه، وزاد في متنه ما لا يصح: زهير بن معاوية.
وهذا الموقوف له حكم الرفع؛ إذ مثله لا يقال من قبل الرأي، إنما يصف البراء مسألة تعبدية محضة، لا يأخذها الصحابي غالبًا إلا مما رآه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، والسجود على الكفين ثابت من أحاديث كثيرة، والله أعلم.
وقد رواه أيضًا من القدماء: مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى بيدب عن إبطيه، وتابعه على هذا المعنى: يونس بن أبي إسحاق، وشريك بن عبد الله، والمجافاة في السجود وصف ثابت من أحاديث كثيرة.
هذان الوجهان هما اللذان يصحان عندي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب، والله أعلم.
• وعلى هذا فإن رواية شريك ومن تابعه في ذكر العجيزة في هذا الحديث: وهمٌ، وهي لفظة غير محفوظة من حديث أبي إسحاق عن البراء، والله أعلم.
• وأما ما رواه الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن البراء بن عازب؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جخَّا، ورفع عجيزته، ويتجافى حتى يُرى بياض إبطيه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٢٩٠).
فلا يثبت عن أبي إسحاق بهذا اللفظ؛ الحسن بن عمارة: متروك، وشيخ ابن عدي فيه: الحسن بن عثمان التستري: كذاب، يسرق الحديث [اللسان (٣/ ٦٧)].
• وكذلك ما رواه زكريا بن أبي زائدة [ثقة، سمع من أبي إسحاق بآخرة]، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وجَّه أصابعه قِبَل القبلة؛ فتفاجَّ.