عضديه عن جنبيه، حتى يخوى ما بين ذلك" [وانظر: تهذيب اللغة (٧/ ٢٥٠)].
٢ - حديث أبي حميد الساعدي:
أ - رواه عبد الحميد بن جعفر: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حُميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهم: أبو قتادة.
قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: فلِمَ؟ فوالله ما كنتَ بأكثرِنا له تَبِعةً، ولا أقدمِنا له صحبةً، قال: بلى، قالوا: فاعرِض، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة ... ، فذكر الحديث بطوله، وموضع الشاهد منه: ثم أهوى إلى الأرض ساجدًا، وقال: "الله أكبر"، ثم جافى عضديه عن إبطيه، وفتخ أصابع رجليه.
وفي رواية: ثم هوى إلى الأرض، فقال: "الله أكبر"، وسجد، وجافى عضديه عن جنبيه، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، ثم رفع رأسه.
وهو حديث صحيح، تقدم برقم (٧٣٠)، وانظر رواياته هناك.
وقوله: "جافى عضديه عن إبطيه"؛ أي: باعد بهما، والجفاء بين الناس: التباعد.
قوله: "وفتخ أصابع رجليه"؛ أي: ليَّنها حتى تنثني فيوجهها نحو القبلة، والفتخ: لين واسترسال في جناح الطائر، ومنه قيل للعقاب: فتخاء؛ لأنها إذا انحطت كسرت جناحها".
[وانظر: معالم السنن (١/ ١٦٩)، النهاية (٣/ ٤٠٨)].
ب - ورواه عبد الملك بن عمرو: أخبرني فُلَيح: حدثني عباس بن سهل، قال: اجتمع أبو حُميد، وأبو أُسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ... فذكر الحديث، وقال: ثم سجد فأمكن أنفَه وجبهتَه، ونحَّى يديه عن جنبَيه، ووضع كفَّيه حَذْوَ منكبيه.
وهو حديث صحيح، تقدم برقم (٧٣٤).
ج - ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد: نا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته إذا سجد - العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن ساعد، قال: جلست بسوق المدينة في الضحى مع أبي أسيد مالك بن ربيعة، ومع أبي حميد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما من رهطه من بني ساعدة، ومع أبي قتادة الحارث بن ربعي، فقال بعضهم لبعض - وأنا أسمع -: أنا أعلم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكما، كل يقولها لصاحبه، فقالوا لأحدهم: فقم فصلِّ بنا حتى ننظر أتصيب صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ فقام أحدهما فاستقبل القبلة، ثم كبر، ... فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: ثم وقع ساجدًا على جبينه وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه راجلًا بيديه، حتى رأيت بياض إبطيه ما تحت منكبيه، ثم ثبت حتى اطمأن كل عظم منه، ... إلى أن قال: فقالا له: أصبت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هكذا كان يصلي.
وهذا إسناد مدني حسن، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (٧٣٤).
٣ - حديث أبي مسعود الأنصاري: