للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

داود البخاري، وكان راوية للفضيل بن عياض، وروى عنه البخاري، فالله أعلم.

• والحاصل من هذين النقلين عن الإمام أحمد: أنه كان أولًا يرى صحة حديث معمر لثقة رجاله، واتصال إسناده، وسلامته من العلة، وسالم بن أبي الجعد معروف بالسماع من جابر بن عبد الله [التاريخ الكبير (٤/ ١٠٧)]، وقد اتفق الشيخان على إخراج حديثه عنه [تحفة الأشراف (٢/ ٢١٨ - ٢٢٣)].

ثم لما اطلع على أن سفيان الثوري قد رواه عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي مرسلًا، قدَّم رواية سفيان المرسلة، وأعلَّ بها رواية معمر الموصولة؛ فإن سفيان الثوري من أثبت الناس في منصور، قال ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٧٢١): "ومعمر في منصور: كأنه ليس بالقوي، فإن معمرًا روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد جافى.

ورواه سفيان، عن منصور، عن إبراهيم مرسلًا.

والصحيح عند أحمد وابن معين: قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ".

قلت: ثم إن أبا زرعة لما راجع أحمد في هذا الحديث، وأخبره بأنه صحيح عنده، حيث إن عبد الرزاق لم ينفرد به عن معمر، بل تابعه عليه: هشام بن يوسف الصنعاني، وهو ثقة، بل لم ينفرد به معمر عن منصور، فقد تابعه عليه: الفضيل بن عياض، وهو ثقة عابد إمام، روى له الشيخان، عندئذ رجع الإمام أحمد إلى تصحيح حديث معمر، والله أعلم.

٦ - حديث أبي هريرة:

يرويه محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمران، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: لو كنتُ بين يدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبصرتُ إبطيه، قال أبو مجلز: كأنه قال ذلك لأنه في صلاة.

تقدم تحت الحديث رقم (٧٤٦)، وهو حديث شاذ.

• وروى أبو الحسن الصوفي أحمد بن الحسين: حدثنا ابن أبي سمينة: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: إن كنا لنأوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما جافى يديه عن جنبيه في الصلاة.

أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (١١٤).

قلت: هو حديث باطل بهذا الإسناد، فإنه من لدن عبد الصمد: إسناد صحيح، على شرط الشيخين، وابن أبي سمينة هو: محمد بن يحيى بن أبي سمينة أبو جعفر التمار، وهو: صدوق، وقد تفرد به عنه: أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير: ترجم له الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/ ٣٣٢)، ولم يذكره بجرحة، ووثقه الحاكم والذهبي، لكن قال ابن المنادي: "كتبت عنه على معرفةٍ بلينه، والذين تركوه أحمد وأشهر" [تاريخ بغداد (٤/ ٩٨)، الأنساب (٣/ ٥٦٦)، السير (١٤/ ١٥٣)، اللسان (١/ ٤٣٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>