وقع في رواية ابن خزيمة:"يحيى بن حبيب الحارثي: حدثنا المغيرة، قال: هذا مما كنت قرأت على الفضيل، عن أبي حريز، وحدثني أبو حريز"؛ وإنما هو المعتمر تصحف إلى المغيرة، وكذا هو عند ابن أبي عاصم عن يحيى بن حبيب، قال: نا معتمر بن سليمان، ولم يأت أيضًا بزيادة: وحدثني أبو حريز، ولعله أراد أنه قرأه على الفضيل من كتابه عن أبي حريز، وكان فيه: وحدثني أبو حريز؛ فإن الجماعة لم يقولوا فيه: وحدثني أبو حريز؛ إلا أن الطحاوي والطبراني روياه من طريق يحيى بن معين، وفيه: قرأت على الفضيل: حدثني أبو حريز، فتبيَّن المراد، والله أعلم.
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان: ليس هو بالقوي [التهذيب (٢/ ٣٢١)]، والراوي عنه: فضيل بن ميسرة، وهو لا بأس به، لكن ضاع كتابه عن أبي حريز فأخذه من إنسان لا تُعرف عدالته وضبطه [التهذيب (٣/ ٤٠٢)]، وهو غريب من حديث أبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان، تفرد به: الفضيل بن ميسرة، وعنه معتمر بن سليمان، والله أعلم.
وهو حديث حسن بشواهده، والله أعلم.
١١ - حديث أنس بن مالك:
يرويه شعبة، عن خالد، عمن سمع أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد رئي -أو: رأيت- بياض إبطيه.
أخرجه أحمد (٣/ ١٧٢)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ١٠٩/ ٢٤١).
هكذا رواه عن شعبة: محمد بن جعفر غندر.
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل الواسطة المبهمة.
• وخالفه فأسقط الواسطة المبهمة، وجوَّد إسناده:
أبو جابر: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن أنس بن مالك، قال: ... فذكره.
أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (٧١)(٣١٥ - مجموع مصنفاته)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٩٢).
وأبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي البصري، نزيل مكة، قال أبو حاتم:"أدركته، وليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله عن شعبة ما لا يتابع عليه [التهذيب (٣/ ٦٣٥)، اللسان (٧/ ٣١٦)]، والراوي عنه: محمد بن مسلمة بن الوليد أبو جعفر الواسطي، وهو متهم، واتهمه ابن عدي بهذا الحديث [اللسان (٧/ ٥٠٨)].
• وانظر أيضًا فيما لا يصح: أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٣٣/ ٣٨٤٢)، علل الدارقطني (٥/ ٢٦٤/ ٨٦٨).