٩٠١ - . . . الليث، عن درَّاج، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا سجد أحدكم فلا يفترِشْ يديه افتراشَ الكلب، وليضُمَّ فخِذَيه".
• حديث منكر بهذه الزيادة:"وليضُمَّ فخِذَيه".
أخرجه ابن خزيمة (١/ ٦٥٣/٣٢٨)، وابن حبان (٥/ ٢٤٤/ ١٩١٧)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (٣١٢)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٤٤٨/١٧٢)، والبيهقي (٢/ ١١٥).
قال ابن حبان:"لم يسمع الليث من دراج غير هذا الحديث".
قلت: عبد الرحمن بن حجيرة: مصري ثقة، لا يُعرف له سماع من أبي هريرة [انظر: التاريخ الكبير (٥/ ٢٧٦)]، وما وجد له من سماع عند الحاكم في المستدرك (١/ ٢٢) فلا يثبت؛ فإن راويه عبد الله بن الوليد بن قيس المصري: ضعيف، وكذا ما وقع عند أبي نعيم في صفة الجنة (١١٨)، فإن إسناده غريب جدًّا.
وأما دراج أبو السمح، فهو مختلف فيه، فمنهم من وثقه بإطلاق، مثل: ابن معين، وأنزله عثمان الدارمي عن درجة الثقة إلى ما هو أدنى منها، فتعقب ابن معين بقوله:"دراج: ليس بذاك [يعني: الثقة]، وهو صدوق"، ومنهم من ضعفه بإطلاق أو لينه، مثل: أحمد، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وفضلك الرازي، ومنهم من فصل فيه، مثل: أبي داود وابن عدي، فقال أبو داود:"أحاديثه مستقيمة؛ إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد"، وهي رواية عن أحمد في تضعيف ما رواه دراج بهذه السلسلة، وذهب ابن عدي إلى أن الذي يُنكر على دراج عن أبي الهيثم إنما هو خمسة أحاديث فقط، وما عداها فلا بأس به [التهذيب (١/ ٥٧٤)، وقد سبق أن فصلت الكلام في سلسلة دراج عن أبي الهيثم في تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٣٢)، وانظر أيضًا: منهج النسائي في الجرح والتعديل (٤/ ١٦١٥)].
وقد أخرج له الترمذي في جامعه (٦١٨)(٦٢٣ - ط الرسالة) حديثًا في أداء الزكاة، من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة، وقال:"حسن غريب"، وأخرج له حديثًا آخر في صفة شراب أهل النار (٢٥٨٢)(٢٧٦٢ - ط الرسالة) من طريق أبي شجاع سعيد بن يزيد عن أبي السمح بهذا الإسناد، وقال:"حسن غريب صحيح"، وليس في الإسنادين من تُكُلِّم فيه سوى دراج، فكأنه حمل عليه، واستغربهما لأجله، والله أعلم.
وقد سئل أبو حاتم عن حديث رواه ابن وهب عن ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعًا في التفسير، فقال:"هذا حديث منكر؛ ودراج في حديثه صنعة" [العلل (١/ ٣٩٤/ ١١٨١)]، هكذا، فلم ينكره أبو حاتم على ابن لهيعة، وإنما حمل فيه على دراج، وأعل به الحديث، وقد فسر العلامة المعلمي اليماني هذه اللفظة من أبي حاتم:"في حديثه صنعة"، فقال في تعليقه على الجرح والتعديل (٣/ ٣١١) في ترجمة حديج بن معاوية: "يعني: أنه يتصرف فيه، ولا يأتي به على الوجه".