نا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق [ثقة]، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب؛ أن عليًّا - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أصبح ببدر من الغد قام تلك الليلة كلها، يصلي حتى أصبح، وهو مسافر.
أخرجه ابن حبان (١١/ ٧٣/ ٤٧٥٩)، وأبو يعلى (٤/ ٤٥٨/ ٦٠٩ - مطالب)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣/ ١٧٣ و ١٧٥/ ٥٧٢ و ٥٧٣).
قلت: إسناده حسن غريب.
٢ - عن عبد الله بن عمرو:
يرويه شعبة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ومسعود بن سعد الجعفي، وعبد العزيز بن عبد الصمد:
عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: انكسفت الشمس يومًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، حتى لم يكد يركع ثم ركع، ... فذكر الحديث، وموضع الشاهد منه: ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه، فجعل ينفخ ويبكي، ويقول:"ربِّ ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون، ونحن نستغفرك"، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس، فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى". لفظ جرير [عند الترمذي]، والشاهد منه من حديث شعبة [عند النسائي]: وجعل يبكي في سجوده وينفخ، وفي حديث ابن فضيل ومسعود: جعل ينفخ في الأرض ويبكي، وفي حديث عبد العزيز: فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي.
أخرجه بموضع الشاهد: الترمذي في الشمائل (٣٢٤)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٣٨/ ١٤٨٢) و (٣/ ١٤٩/ ١٤٩٦)، وفي الكبرى (٢/ ٣٤٣/ ١٨٨٠) و (٢/ ٣٥١/ ١٨٩٦)، وابن خزيمة (٢/ ٥٣/ ٩٠١) و (٢/ ٣٢٢/ ١٣٩٢)، وابن حبان (٧/ ٧٩/ ٢٨٣٨)، وأحمد (٢/ ١٥٩ و ١٨٨)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٤٧/ ١٥٨٨)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ١٦١).
وممن رواه عن عطاء بن السائب بدون موضع الشاهد: سفيان الثوري، وسفيان وشعبة ممن سمع من عطاء قديمًا قبل اختلاطه، نص على ذلك أحمد وغيره.
وهذا إسناد صحيح متصل، سمع بعضهم من بعض، والسائب بن مالك والد عطاء، قد سمع عبد الله بن عمرو. [انظر: التاريخ الكبير (٤/ ١٥٤)].
وسوف يأتي تخريجه موسعًا -إن شاء الله تعالى- في موضعه من السنن برقم (١١٩٤).