في سجودهم، فقال تعالى:{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ}[الإسراء: ١٠٩]، وقال:{خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}[مريم: ٥٨] "، وسبقه إلى ذلك ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٥٦)، وغيره.
• وفي الباب أيضًا مما جاء في بكائه - صلى الله عليه وسلم - في صلاته:
١ - عن علي بن أبي طالب:
يرويه عبد الرحمن بن مهدي، وغندر محمَّد بن جعفر، ويحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن معاذ العنبري، وأبو داود الطيالسي، وابن أبي عدي، وعمرو بن الهيثم، وسعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، وأمية بن خالد [وهم ثقات]:
عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت حارثة بن مضرب، يحدِّث عن علي [وفي رواية القطان: سمعت عليًّا]، قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم؛ إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي، ويبكي، حتى أصبح. لفظ ابن مهدي، وفي رواية غندر: كان يصلي إلى شجرة، ويدعو حتى أصبح، فلم يذكر البكاء، وفي رواية معاذ والطيالسي وأبي زيد الهروي: عن أبي إسحاق، قال: سمعت حارثة بن مضرب، يقول: سمعت عليًّا، ولم يذكروا البكاء أيضًا، وقد تفرد ابن مهدي في هذا الحديث بهذه اللفظة: ويبكي، ولم يتابع عليها، وهو ثقة حافظ، من أثبت أصحاب شعبة، فهي محفوظة عندي، فإن الزيادة من الثقة الحافظ مقبولة، والله أعلم.
أخرجه بتمامه أو ببعضه: النسائي في الكبرى (١/ ٤٠٦/ ٨٢٥)، وابن خزيمة (٢/ ٥٢/ ٨٩٩)، وابن حبان (٦/ ٣٢/ ٢٢٥٧)، وأحمد في المسند (١/ ١٢٥ و ١٣٨)، وفي فضائل الصحابة (٢/ ٨٨٨/ ١٦٨٦)، والطيالسي (١١٨)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١٦٢)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٤٢٧)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (٢١٣)، وأبو يعلى (١/ ٢٤٢/ ٢٨٠) و (١/ ٢٦٠/ ٣٠٥)، وابن جرير الطبري في تاريخه (٢/ ٢٣)، وأبو عروبة الحراني في الأوائل (٦٠)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٥/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٥٥/ ١٦٠٣)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣/ ١٧٢/ ٥٧١)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٣٩ و ٤٩)، والواحدي في تفسيره الوسيط (١/ ٤٨٦/ ١٦٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٠/ ١٦٣ و ١٦٤).
وهو حديث صحيح، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، واحتجا به على إباحة البكاء في الصلاة.
• وانظر فيمن وهم فيه على ابن مهدي، فجعله عن الثوري بدلًا من شعبة، أو فيمن وهم في إسناده على أبي إسحاق:
الكامل لابن عدي (٢/ ١٨)، علل الدارقطني (٣/ ١٨٤/ ٣٤٨)، أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٨٤/ ٢٧٠)، الحلية (٩/ ٢٥)، دلائل النبوة للبيهقي (٣/ ٣٨)، تاريخ دمشق (٦٠/ ١٦٥).
• ورواه الأزرق بن علي [صدوق يغرب]: نا حسان بن إبراهيم [صدوق، له أفراد]: