قلت: فهو إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن كثير الكاهلي الأسدي الكوفي، وبذا تعلم ما في قول النووي في الخلاصة (١٦٨١): "رواه أبو داود بإسناد حسن"، والله أعلم.
• إلا أن هذا الحديث في قصة أُبيٍّ مشهور من طرق متعددة، فهو صحيح من حديث عبد الرحمن بن أبزى، ورُوي من حديث أبي بن كعب وابن عباس، وفيهما ضعف، ومن مرسل حميد بن عبد الرحمن بإسناد صحيح [كما سيأتي بيانه]، فيدل على أنه حديث ثابت، فإن الضعيف لا يخطئ دومًا، بل إن بعض المتروكين قد يوافقون الثقات في مروياتهم أحيانًا.
وعليه: فإن يحيى بن كثير الكاهلي قد أصاب في هذه الرواية, لمجيئها من طرق متعددة تشهد بثبوتها، وأنه قد حفظ، فهو حديث حسن بشواهده، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، واحتج به أبو داود وابن المنذر، والله أعلم.
***
٩٠٧ م - قال أبو داود: حدثنا يزيد بن محمَّد الدمشقي: حدثنا هشام بن إسماعيل: حدثنا محمَّد بن شعيب: أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً، فقرأ فيها فلُبِس عليه، فلما انصرف قال لأُبيٍّ: "أصلَّيتَ معنا؟ " قال: نعم، قال: "فما منعك؟ ".
• دخل لراويه حديث في حديث، وصوابه: مرسل بإسناد ضعيف.
أخرجه من طريق يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد الدمشقي [وهو ثقة]:
تمام في الفوائد (٢١٦)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٦٠/ ٦٦٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٣٢٦).
• ورواه الحسن بن سفيان [أبو العباس النسوي: ثقة حافظ]: ثنا عباس بن الوليد [وقع عند أبي نعيم: عبد الله بن الوليد، وهو خطأ]: ثنا هشام بن إسماعيل: أخبرني عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً فقرأ فيها، فالتبس عليه، فلما انصرف، قال لأُبي: "أحضرتَ معنا؟ " قال: نعم، قال: "فما منعك أن تفتح عليَّ؟ ".
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٧١٥/ ٤٣٢٧)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١/ ١٦٦/ ٦٤).
قلت: شيخ الحسن بن سفيان هو: العباس بن الوليد بن صبح الدمشقي، وهو: صدوق، وقد وهم على هشام بن إسماعيل العطار [وهو: دمشقي، ثقة] بإسقاط محمَّد بن شعيب بن شابور من الإسناد، والمحفوظ: رواية يزيد بن محمَّد بإثباته، والله أعلم.
• ورواه هشام بن عمار [دمشقي صدوق، إلا أنه لما كبر صار يتلقَّن]، قال: حدثنا محمَّد بن شعيب بن شابور [دمشقي، صدوق، صحيح الكتاب]، قال: حدثنا عبد الله بن