للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلاء بن زبر [دمشقي ثقة]، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً فالتبس عليه، فلما فرغ قال لأبي بن كعب: "أشهدت معنا؟ "، قال: نعم، قال: "فما منعك أن تفتح عليَّ".

أخرجه ابن حبان (٦/ ١٣/ ٢٢٤٢)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣١٣/ ١٣٢١٦)، وفي مسند الشاميين (١/ ٤٣٧/ ٧٧١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٢١٢)، وفي المعرفة (٢/ ٤٩٤/ ١٧٣٦).

قال الخطابي: "إسناد حديث أُبيٍّ جيد" [معالم السنن (١/ ٢٧٢)، مختصر المنذري (١/ ٢٦٣)].

وقال البغوي: "وهذا الحديث أجود إسنادًا من حديث الحارث عن علي".

وقال النووي في الخلاصة (١٦٨٠): "رواه أبو داود بإسناد صحيح".

وقال في المجموع (٤/ ٢٠٩): "رواه أبو داود بإسناد صحيح كامل الصحة، وهو حديث صحيح".

• وقد صححه ابن حبان كما رأيت، فمشوا فيه على ظاهر السند؛ إلا أن له علةً خفيةً لا تُدرك بالنظر، ومعرفة الأسانيد، بل لا سبيل إلى معرفتها إلا من جهة أئمة النقاد الذين عاينوا الصحف والنسخ الحديثية وكتب الرواة:

قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٧٧/ ٢٠٧): "سألت أبي عن حديث رواه هشام بن إسماعيل، عن محمَّد بن شعيب بن شابور، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه صلى فترك آيةً، فلما انصرف قال: "أفيكم أُبي؟ "، فذكر الحديث.

قال أبي: هذا وهمٌ، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، نظرت في بعض أصناف محمَّد بن شعيب، فوجدت هذا الحديث رواه محمَّد بن شعيب، عن محمَّد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى فترك آيةً، هكذا مرسل، ورأيت بجنبه حديث عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه سئل عن صلاة الليل؟ فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح ... "، فعلمتُ أنه قد سقط على هشام بن إسماعيل متنُ حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمَّد بن يزيد البصري، فصار متنُ حديث محمَّد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، [وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة].

فلما قدمتُ السَّفْرة الثانية، رأيتُ هشام بن عمار يحدِّث به عن محمَّد بن شعيب، فظننتُ أن بعض البغداديين أدخلوه عليه، فقلت له: يا أبا الوليد ليس هذا من حديثك!، فقال: أنتَ كتبتَ حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمَّد بن شعيب، فإني قدمتُ عليك سنة بضعة عشر، فسألتني أن أُخرج لك مسند محمَّد بن شعيب، فأخرجتَ إليَّ حديث محمَّد بن شعيب، فكتبتُ لك مسنده, فقال: نعم، هي عندي بخطِّك، قد أعلمتُ الناسَ أن هذا بخط أبي حاتم، فسكتُّ" [وما بين المعكوفين لم يذكره ابن حجر فيما نقله من العلل في النكت الظراف (٥/ ٣٥٧)، وفي الإتحاف (٨/ ٣٤٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>