مشهور، وقد صرح باسمه، وأسند له، مما يرفع حاله، لا سيما ولم يرو منكرًا.
قلت: فيقال مثل هذا في أبي الأحوص، فقد قال الزهري: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدثنا في مجلس ابن المسيب، وابن المسيب جالسٌ، أنه سمع أبا ذر يقول:
فيكون ذلك توثيق ضمني لأبي الأحوص من ابن المسيب ومن الزهري حيث لم ينكرا عليه ما رواه عن أبي ذر.
قال المنذري في الترغيب (٧٨٧): "وأبو الأحوص هذا لا يعرف اسمه، لم يرو عنه غير الزهري، وقد صحح له الترمذي وابن حبان وغيرهما".
قلت: قد حسن له الترمذي حديثه الآخر (٣٧٩)، وصحح له ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم، واحتج بحديثه أبو داود والنسائي وابن المنذر والبيهقي.
وهذا الحديث الذي رواه أبو الأحوص عن أبي ذر له ما يشهد بصحته من حديث الحارث الأشعري، ويأتي تخريجه في الشواهد.
• وعلى هذا: فإن حديث أبي ذر هذا حديث صحيح؛ فإن أبا الأحوص، وإن كان فيه جهالة؛ حيث لم يروِ عنه سوى ابن شهاب الزهري، ولم يروِ سوى حديثين، إلا أنه لم يروِ منكرًا، وقد رضيه الزهري وابن المسيب، ولم ينكرا حديثه، وصحح له جماعة من الأئمة، وتشهد الآثار لصحة حديثه، كما سيأتي بيانه، والله أعلم.
***
٩١٠ - . . . أبو الأحوص، عن الأشعث -يعني: ابن سليم-، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التفات الرجل في الصلاة؟ فقال:" [إنما] هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
• حديث صحيح.
أخرجه البخاري (٧٥١ و ٣٢٩١)، والترمذي (٥٩٠)(١/ ١٣٠ - قديمي كتب خانة)، وقال:"حسن غريب". والنسائي في المجتبى (٣/ ٨/ ١١٩٧)، وفي الكبرى (٢/ ٣٧/ ١١٢١)، وابن خزيمة (١/ ٢٤٤/ ٤٨٤) و (٢/ ٦٥/ ٩٣١)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٤/ ٤٥٣١)، وأبو يعلى (٨/ ٩٦/ ٤٦٣٤) و (٨/ ٣١٣/ ٤٩١٣)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٩٥/ ١٢٩٤)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٣)، والبيهقي (٢/ ٢٨١)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٢٥١/ ٧٣٢)، وفي التفسير (٣/ ٣٠٢).
رواه عن أبي الأحوص جماعة من الثقات، منهم: مسدد بن مسرهد، وعبد الرحمن بن مهدي، والحسن بن الربيع، ويوسف بن عدي، وصالح بن عبد الله الباهلي الترمذي، والعباس بن الوليد النرسي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي.