• واختلف فيه على إسرائيل:
أ- فرواه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن صالح العجلي، ومخلد بن يزيد الحراني [وهم ثقات]، عنه به هكذا.
ب- ورواه وكيع [ثقة حافظ]: نا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، أو: أبي عطية، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر مثله.
أخرجه إسحاق بن راهويه (٣/ ٨٢٥/ ١٤٧١)، وعنه: أبو العباس السراج في مسنده (٢٨٢)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٥٩).
ج- ورواه النضر بن شميل [ثقة ثبت]: نا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن أبي عطية، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر مثله.
أخرجه إسحاق بن راهويه (٣/ ٨٢٦/ ١٤٧٢).
د- ورواه عبيد الله بن موسى [ثقة, من أثبت الناس في إسرائيل]: عن إسرائيل، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر مثله.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ٢٤٤/ ٤٨٤).
• هكذا اضطرب إسرائيل في إسناد هذا الحديث، والمحفوظ رواية جماعة الثقات, عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، مرفوعًا.
• ورواه أبو خالد الدالاني، عن أبي الشعثاء المحاربي، عن مسروق، عن عائشة؛ أنها قالت: الالتفات اختلاس من الشيطان يختلسه من صلاة العبد. موقوف.
أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (٢٨٣)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٦٠).
قلت: أبو خالد الدالاني، يزيد بن عبد الرحمن: كوفي، لا بأس به، وقد وهم في وقف هذا الحديث؛ إنما هو مرفوع من حديث أي الشعثاء، عن مسروق، عن عائشة.
• وروى سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وأبو معاوية الضرير، وأبو حمزة السكري، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والقاسم بن معن [وهم ثقات]:
عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية الوادعي، قال: قالت عائشة: إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة.
وفي رواية الثوري: عن أبي عطية، قال: سألت عائشة عن الالتفات في الصلاة؟ ....
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٨/ ١١٩٩)، وفي الكبرى (٢/ ٣٧/ ١١٢٣)، وعبد الرزاق (٢/ ٢٥٨/ ٣٢٧٥) و (٣/ ٣١/ ٤٦٨٧)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٩٥/ ٤٥٣٧)، وذكره الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٨٠/ ٣٦٢١).
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين [انظر: التحفة (١١/ ٨١١)]، لكنه موقوف على عائشة، وهو لا يعارض رواية مسروق المرفوعة عن عائشة، فكلٌّ حدَّث عنها بما سمع، حيث أجابت أبا عطية على سؤاله من قولها، وأسندته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية مسروق، ومسروق من أصحاب عائشة المكثرين عنها، والله أعلم.