وانظر فيمن رواه عن الأعمش فأفحش في الوهم: ضعفاء العقيلي (٣/ ٩٠) [وانظر: اللسان (٥/ ٥٨)].
وانظر بقية الاختلاف فيه عند: الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٧٩/ ٣٦٢١).
• قال الدارقطني:"والصحيح: عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة"[هكذا رجح رواية البخاري].
• وفي الباب:
١ - عن الحارث الأشعري:
رواه أبان بن يزيد العطار [ثقة, من أصحاب يحيى بن أبي كثير]، وأبو خلف موسى بن خلف [ليس به بأس]، وعلي بن المبارك [ثقة, من أصحاب يحيى]، ومعمر بن راشد [ثقة][وقال في روايته: عن أبي مالك الأشعري، فكناه بأبي مالك، وهو الحارث بن الحارث الأشعري، وعنه: عبد الله بن المبارك، وهو أثبت الناس في معمر، لكن الراوي عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو حافظ متكلَّم فيه، وقد توبع عليه، تابعه عبدان عبد الله بن عثمان، وهو: ثقة حافظ، وعلي بن إسحاق المروزي، وهو: ثقة، لكن قالا في روايتهما: عن رجل من الصحابة؛ أراه أبا مالك الأشعري]:
عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام؛ أن أبا سلام حدثه؛ أن الحارث الأشعري حدثه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن أمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسَف بي أو أعذَّبَ، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن:
أولهنَّ: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك بالله: كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهبٍ أو وَرِقٍ، فقال: هذه داري وهذا عملي، فأعمل وأدِّ إليَّ, فكان يعمل ويؤدِّي إلى غير سيده, فأيُّكم يرضى أن يكون عبله كذلك؟ [وإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم، فاعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا].
وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه [وفي رواية: يُقبل بوجهه إلى وجه] عبده في صلاته ما لم يلتفت.
وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك: كمثل رجلٍ في عصابة معه صُرَّة فيها مِسكٌ، فكلهم يَعجَب أو يُعجِبه ريحها [وفي رواية: فكلهم يحب أن يجد ريحها]، وإن ريحَ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك: كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل وَالكثير [وفي رواية: فجعل يقول لهم: