هل لكم أن أفدي نفسي منكم، فجعل يعطي القليل والكثير]، ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك: كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله [وفي رواية: وإن العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل]".
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمركم بخمسٍ اللهُ أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه؛ إلا أن يرجع، ومن ادَّعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثا جهنم"، فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: "وإن صلى وصام، فادعوا [وفي رواية: تداعوا] بدعوى الله الذي سماكم [بها] المسلمين المؤمنين، عباد الله".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦٠)، والترمذي (٢٨٦٣ و ٢٨٦٤)، وابن خزيمة في صحيحه (٣/ ١٩٥/ ١٨٩٥)، وفي التوحيد (١/ ٣٧)، وابن حبان (١٤/ ١٢٤/ ٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ١١٧ و ١١٨) و (١/ ٤٢١)، وأحمد (٤/ ١٣٠ و ٢٠٢)، والطيالسي (٢/ ٤٧٩/ ١٢٥٧) و (٢/ ١٢٥٨/٢٨١)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٣٥٩)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٣٤١/ ١١٢٦ و ١٢٦٢)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٢٤ و ١٢٦ و ١٢٧)، وأبو يعلى في مسنده (٣/ ١٤١/ ١٥٧١)، وفي المفاريد (٨٣)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٧١/ ٤٥٩)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٩٥/ ١٢٩٢ و ١٢٩٣)، وابن أبي حاتم في التفسير (٦/ ١٨٠٤/ ١٠٠٦٤)، وابن قانع في المعجم (١/ ١٦٧ - ١٦٨)، والآجري في الشريعة (٧)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٨٦ و ٢٨٧/ ٣٤٢٧ - ٣٤٢٩) و (٣/ ٢٨٩/ ٣٤٣١)، وأبو الشيخ في الأمثال (٣٣٦)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (٥٣١)، وابن بطة في الإبانة (١/ ٢٩١/ ١٢٤)، وابن منده في الإيمان (١/ ٣٧٥ و ٣٧٧/ ٢١٢ و ٢١٢ م)، وابن أبي زمنين في أصول السُّنَّة (٢٠٤)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (١/ ١٠٧/ ١٥٧)، وابن بشران في الأمالي (١٠٨٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٠٢ و ٨٠٣/ ٢١١٣ - ٢١١٦)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (١٤٠)، والبيهقي في الدعوات (١٢)، وفي الشعب (١/ ٤٠٢/ ٥٣٩) و (٦/ ٥٩/ ٧٤٩٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٢٧٩)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٤١٦)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١٠/ ٤٩/ ٢٤٦٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٤/ ١٨٤)، وفي الأربعين في الحث على الجهاد (٦)، وغيرهم.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، قال محمَّد بن إسماعيل: الحارث الأشعري: له صحبة، وله غير هذا الحديث".
وقال ابن حبان: "والحارث الأشعري هذا: هو أبو مالك الأشعري، اسمه الحارث بن مالك، من ساكني الشام".
وتعقبه العلائي فقال في جامع التحصيل (١٣٨): "في هذا نظر؛ فقد خالف ابن حبان