عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أن أبا سلام حدثه، قال: حدثني الحارث الأشعري؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثهم، قال:"إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن: ... " فذكر الحديث بطوله نحوه.
وقال في موضع الشاهد:"وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا، فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده إذا قام يصلي، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف".
وزاد في الصدقة:"فقال: لا تقتلوني، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال، فأرسلوه، فجعل يجمع لهم حتى فدى نفسه، فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله".
أخرجه النسائي في الكبرى (٨/ ١٣٧/ ٨٨١٥) و (١٠/ ١٩٣/ ١١٢٨٦)، وابن خزيمة (١/ ٢٤٤/ ٤٨٣) و (٢/ ٦٤/ ٩٣٠)، والحاكم (١/ ١١٨) و (١/ ٢٣٦)، [وانظر: الإتحاف (٤/ ١٠٥/ ٤٠١٠)،، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (١٠٣٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٢٥)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٧١/ ٤٥٩)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٨٧/ ٣٤٣٠)، وفي مسند الشاميين (٤/ ١١٢/ ٢٨٧٠)، وابن بطة في الإبانة (١/ ٢٩١/ ١٢٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٠٠ - ٨٠٢/ ٢١١٠ - ٢١١٢)، والبيهقي (٢/ ٢٨٢) و (٨/ ١٥٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٤/ ١٨٦)، وغيرهم.
قال الحاكم:"وقد أخرج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم، ولم نجد للحارث الأشعري راويًا غير ممطور أبي سلام، فتركاه، وقد تكلمت على هذا النحو في غير موضع، فأغنى عن إعادته، والحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ".
قلت: وهو كما قال: حديث صحيح، إسناده متصل، ورواته ثقات رواة الصحيح، على شرط مسلم، والحارث بن الحارث الأشعري: صحابي، له حديثان، ولم يرو عنه سوى أبي سلام ممطور الحبشي، وهو غير أبي مالك الأشعري كعب بن عاصم الذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم [تقدم له معنا حديث برقم (٦٧٧)]، وقد فرق بينهما البخاري وأبو حاتم وابن معين ومسلم، وغيرهم [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ٢٦٠) و (٧/ ٢٢١)، الجرح والتعديل (٣/ ٩٤) و (٧/ ١٦٠)، المنفردات والوحدان (٥٦)، الاستيعاب (١/ ٢٨٤) و (٤/ ١٧٤٥)، تاريخ دمشق (٦٧/ ١٨٧)، التهذيب (١/ ٣٢٨) و (٣/ ٤٦٩) و (٤/ ٥٨٠)، الإصابة (١/ ٥٦٦) و (٥/ ٥٩٧) و (٧/ ٣٥٦)].
والحديث قد صححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم.
• وانظر له أسانيد أخرى بعضها عن علي بن أبي طالب، لكنها لا تخلو من مقال، أقلها الغرابة، عند: عبد الرزاق (٣/ ١٥٦/ ٥١٤١)، والبزار (٢/ ٢٧٦/ ٦٩٥)، والطبراني في الكبير (٣/ ٣٤٦٨/٣٠٢)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ٨٠٣/ ٢١١٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٤/ ١٨٧)، وغيرهم.