قال أبو حاتم:"هو حديث منكر". [العلل (١/ ٢٩٨/ ٨٩٥)(٣/ ٣١٠ - ط. سعد الحميد)].
قلت: وهو كما قال؛ فإن عمرو بن أبي سلمة التنيسي الدمشقي: صدوق، منكر الحديث عن زهير بن محمَّد التميمي، قال أحمد بن حنبل:"روى عن زهير أحاديث بواطيل؛ كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله، فغلط، فقلبها عن زهير". [التهذيب (٣/ ٢٧٥)، وانظر بعض مناكيره عن زهير: علل الترمذي (١٤٨)، علل ابن أبي حاتم (٤١٤ و ٥٨٨ و ٥٩٢ و ٦١٤ و ٧١٣ و ٩٥٦ و ١٧١٠ و ٢١٦٧ و ٢٣٧٥)، وما تقدم في السنن برقم (٣٤٤ و ٨٦٤)، وانظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٧ و ٨٢٢)].
والراوي عنه: أحمد بن عيسى الخشاب التنيسي: كذبه أبو زرعة الرازي ومسلمة وابن طاهر، وقال ابن حبان:"يروى عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد من الأخبار"، وقال الدارقطني:"ليس بالقوي" [سؤالات البرذعي (٢/ ٦٧٦)، المجروحين (١/ ١٦٠ - ط. حمدي السلفي)، الكامل (١/ ١٩١)، الضعفاء والمتروكون للدارقطني (٧٣)، التهذيب (١/ ٩١)، الميزان (١/ ١٢٦)، اللسان (١/ ٥٦٨)].
وبذا تعجب كيف ذهل الحاكم عن ذلك، فقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
• وانظر أيضًا فيما لا يصح: العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٨١/ ٢٧٠١)، الضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ٢٥٥)، الكامل لابن عدي (٢/ ٣٧٢)، أطراف الغرائب والأفراد (٣/ ٣٦٩/ ٢٩٤٢)، مجمع الزوائد (٢/ ٨٢).
• ومما روي في مخالفة ذلك، ولا يصح أيضًا:
ما رواه يعلى بن عبيد: أخبرنا أبو بكر المدني، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ونحن ننظر إلى السدف.
أخرجه عبد بن حميد (١١٢٨)، والبزار (٥٧٢ - كشف الأستار).
وهذا إسناد ضعيف؛ أبو بكر المدني هو: الفضل بن مبشر، وهو: ضعيف؛ قال ابن عدي:"له عن جابر أحاديث دون العشرة، وعامتها مما لا يتابع عليه" [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ١٨٩/ ٨٤٤) و (٣/ ٢٤٦/ ١١٥٤)، التاريخ الكبير (٧/ ١١٤)، الجرح والتعديل (٧/ ٦٦)، التهذيب (٣/ ٣٩٥)].
والسدف: من الأضداد تقع على الضياء والظلمة، ويطلق على أول ضوء النهار، كوقت ما بين طلوع الفجر إلى أول الاسفار، ويطلق على أول ظلام الليل، ما بين غروب الشمس ودخول الظلام [غريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٤٩٢)، تهذيب اللغة (١٢/ ٢٥٦)، النهاية (٢/ ٣٥٥)].