٩١٥ - قال أبو داود: حدثنا عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبي: حدثنا عبد الرحمن -يعني: ابن أبي الزناد-، قال: سمعت هشامًا، يحدث عن أبيه، عن عائشة، بهذا الخبر، قال: وأخذ كُرديًّا كان لأبي يهم، فقيل: يا رسول الله! الخميصةُ كانت خيرًا من الكُرديِّ.
• حديث شاذ بتسمية الأنبجانية كرديًّا، وأصله صحيح من حديث هشام عند مسلم.
لم أقف على من أخرجه من طريق ابن أبي الزناد عن هشام، وابن أبي الزناد وإن كان صدوقًا ثبتًا في هشام بن عروة؛ إلا أن له أوهامًا كثيرة، وحديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وليس هذا من الأول ولا الأخير؛ فإن راويه عنه هنا هو معاذ بن معاذ العنبري البصري [انظر ما تقدم تحت الحديث رقم (١٤٨ و ٧٤٤)].
وقد انفرد في هذا الحديث بتسمية أنبجانية أبي جهم كرديًّا، وقد سماها أصحاب هشام أنبجانية، وهكذا قال الزهري عن عروة [كما تقدم فيما اتفق عليه الشيخان].
• فقد رواه وكيع بن الجراح، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير [وهم ثقات]:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له خميصة لها عَلَم، فكان يتشاغل بها في الصلاة، فأعطاها أبا جهم، وأخذ كساءً له أنبجانيًا. لفظ وكيع [عند مسلم وغيره].
وفي رواية البخاري المعلقة؛ قال البخاري: وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كنت أنظر إلى عَلَمها وأنا في الصلاة، فأخاف أن تفتنني".
ولفظ مالك [عند أبي عوانة]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبس خميصةً لها علم، ثم أعطاها أبا جهم، وأخذ من أبي جهم إنبجانية له، فقال: يا رسول الله! ولم؟ قال:"إني رأيت علمها في الصلاة".
ولفظ أبي معاوية: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة لها أعلام، فأعطاها أبا جهم، وأخذ منه أنبجانية، فقالوا: يا رسول الله! إن الخميصة خير من الأنبجانية؟ قال:"إني كنت أنظر إلى عَلَمها في الصلاة". وفي رواية:"إنها تلهيني عن صلاتي" أو قال: "تشغلني".
أخرجه مسلم (٥٥٦/ ٦٣)، وأبو عوانة (١/ ٤٠٢/ ١٤٧٤ و ١٤٧٥)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١٥٦/ ١٢١٩)، وابن خزيمة (٢/ ٦٤/ ٩٢٩)، وأحمد (٦/ ٤٦ و ٢٠٨)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ١٣٧/ ٦٢٣) و (٢/ ٣٤٥/ ٨٧٣)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٨٢)، وفي الأربعين (١٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣١٤)، وأبو القاسم المهرواني في فوائده "المهروانيات"(١٥٧)، وعلقه البخاري بعد الحديث رقم (٣٧٣) بصيغة الجزم.