وفي رواية: أنهم كانوا إذا رفعوا رؤوسهم من الركوع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاموا قيامًا، فإذا رأوه قد سجد سجدوا.
وهو حديث متفق عليه [أخرجه البخاري (٦٩٠ و ٧٤٧ و ٨١١)، ومسلم (٤٧٤)]، تقدم برقم (٦٢٠).
وفيه دليل على أنهم كانوا يرقبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبصارهم حتى يرونه قد سجد واستتم ساجدًا، ثم يسجدون.
٣ - حديث ابن عباس:
رواه مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى، قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك تكعكعت، قال: "إني أريت الجنة، فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا".
وهو حديث متفق عليه [أخرجه البخاري (٧٤٨ و ١٠٥٢ و ٥١٩٧)، ومسلم (٩٠٧)]، ويأتي تخريجه في السنن برقم (١١٨٩) إن شاء الله تعالى.
وفيه دليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تعدى نظره موضع سجوده لكي يتناول هذا العنقود، ومثله:
٤ - حديث أنس بن مالك:
رواه فليح بن سليمان: حدثنا هلال بن علي، عن أنس بن مالك، قال: صلى لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رقى المنبر، فأشار بيديه قبل قبلة المسجد، ثم قال: "لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة؛ الجنةَ والنارَ ممثلتين في قبلة هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر"، ثلاثًا.
أخرجه البخاري (٧٤٩ و ٦٤٦٨)، وأحمد (٣/ ٢٥٩).
٥ - حديث ابن عمر:
رواه مالك، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وصخر بن جويرية، وجويرية بن أسماء، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، والضحاك بن عثمان:
عن نافع عن ابن عمر، بألفاظ متقاربة، ولفظ الليث: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - نخامةً في قبلة المسجد، وهو يصلي بين يدي الناس، فحتها، ثم قال حين انصرف: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله قِبَل وجهه؛ فلا يتنخمنَّ أحدٌ قِبَل وجهه في الصلاة".
أخرجه البخاري (٤٠٦ و ٧٥٣ و ٦١١١)، ومسلم (٥٤٧/ ٥٠ و ٥١)، واللفظ للبخاري، وتقدم تخريجه موسعًا بألفاظه وطرقه، راجع: الأحاديث رقم (٤٧٩ - ٤٨٥).
٦ - حديث أنس:
رواه عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: كان قِرامٌ لعائشة [قد] سترت به جانب بيتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويرُه تعرِض [لي] في صلاتي".