الجرجاني، وهو: شيخ، قليل الحديث، ويهم فيه [انظر: التهذيب (٣/ ١١٦)]، وتكُلِّم في الراوي عنه [انظر: اللسان (٢/ ٣١)]، واختلف عنه في رفعه ووقفه.
قال أبو نعيم: "لم نكتبه من حديث مسعر مرفوعًا إلا من حديث إسحاق بن إبراهيم الطلقي عن عفان، من رواية ابن حمدون عنه، ووقفه أبو نعيم بن عدي".
• هكذا انفرد شريك بهذه الزيادة من حديث جامع بن أبي راشد عن أبي وائل في التشهد، وقد روى حديث التشهد عن أبي وائل بدونها: سليمان بن مهران الأعمش، ومنصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مقسم، وحماد بن أبي سليمان، وأبو هاشم الرماني، وعاصم بن أبي النجود، ومحل بن محرز.
• وقد روي مرفوعًا من وجه آخر عن أبي وائل بدون ذكر التشهد فيه، وكأنه في دعاء ختم المجلس، ولكنه لا يصح:
رواه داود بن يزيد الأودي، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه كان يدعو بهؤلاء الدعوات في آخر [وقال الطبراني مرة: في أول] قوله، وبها يختم قوله: "اللهم أصلح ذات بيننا، ... "، فذكر نحوه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٥٣/ ٥٧٦٩)، وفي الدعاء (١٤٣٠)، والبيهقي في الدعوات (٢٢٤).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن داود الأودي إلا الوليد بن القاسم".
قلت: الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني الكوفي؛ وإن وثقه أو قواه: أحمد وابن قانع وابن عدي، فقد ضعفه ابن معين، وقال ابن حبان: "كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فخرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد" [المجروحين (٣/ ٨٠)، الميزان (٤/ ٣٤٤)، التهذيب (٤/ ٣٢٢)]، وداود بن يزيد الأودي: ضعيف.
• والمحفوظ في هذا الدعاء أنه من كلام ابن مسعود، موقوفًا عليه بإسناد صحيح:
• فقد روى أبو معاوية، وحفص بن غياث:
عن الأعمش، عن [وفي رواية حفص: قال: حدثنا] شقيق، قال: كان من دعاء عبد الله: ربنا أصلح ذات بيننا، واهدنا سبل الإِسلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا وعليهم؛ إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا لأنعمك شاكرين، مثنين بها، قائلين بها، وأتمها علينا.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٦٣٠)، وابن أبي شيبة (٦/ ٦٧/ ٢٩٥٢٤).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح.
• ورواه أيضًا: عَبيدة بن حميد [صدوق]، عن منصور، عن أبي وائل، قال: كان عبد الله يقول: اللهُمَّ أصلح ذات بيننا، ... ثم ذكر نحوًا من حديث الأعمش.
أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ٦٨/ ٢٩٥٢٥).