قلت: هو منكر بذكر عمرو بن ميمون في إسناده، إذ لا يُعرف حديث التشهد من طريقه، وقد تفرد بذلك إبراهيم بن يوسف، وليس بالقوي، وقد وثقه بعضهم، والمعروف فيه رواية الجماعة من أصحاب أبي إسحاق السبيعي، على ما قلته آنفًا في الطريق السابقة.
٥ - وروى سليمان الأعمش [وعنه زائدة بن قدامة]، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه كان يعلمهم التشهد في الصلاة: "التحيات لله، ... " فذكره.
أخرجه أحمد (١/ ٤١٣)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٦٠/ ٢٩٨٤)، والبزار (٥/ ٦٢/ ١٦٢٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٧٢٧ و ٧٢٨)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٥٣/ ٩٩٣١).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله إلا زائدة، ولا عن زائدة إلا حسين بن علي الجعفي".
قلت: تابعه أبو سعيد مولى بني هاشم، ومعاوية بن عمرو، وإسناده صحيح.
• ورواه ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كان عبد الله يعلمنا التشهد في الصلاة كما يعلمنا السورة من القرآن، يأخذ علينا الألف والواو.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٦٢/ ٣٠٠٧)، والبزار (٥/ ٦٣/ ١٦٢٩).
وإسناده صحيح.
• ورواه أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم وعمارة، عن الأسود، قال: كان عبد الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن.
أخرجه البزار (٥/ ٦٣/ ١٦٣٠).
وإسناده صحيح.
• ورواه سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: كان ابن مسعود يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، لا يخطئ بألف ولا واو.
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (١١/ ٢١٥).
وإسناده صحيح.
وهذه الأسانيد على شرط الشيخين، والأعمش واسع الرواية جدًّا، يحتمل منه التعدد في الأسانيد، والله أعلم.
• وكذا رواه الحسن بن عبيد الله [في المحفوظ عنه، وهو: ثقة]، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، موقوفًا.
ذكره الدارقطني في العلل (٥/ ١٦/ ٦٨٣)، ورجح الموقوف، وأخرج المرفوع في الأفراد (٢/ ٤/ ٣٦٥٧ - أطرافه)، وأعله، وقال: "غريب من حديث الحسن بن عبيد الله ... "؛ يعني: مسندًا مجودًا.
قال البزار: "وحديث زائدة جمع فيه أسانيد فجعل بعضها بنحو بعض، فذكر عن