روياه عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنه قال: إنما أنزلت هذه الآية: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}[الإسراء: ١١٠]، في الدعاء.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٢٩٨/ ٥٧٩)، وعبد الرزاق في التفسير (٢/ ٣٩٣)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (١٥/ ١٨٤).
ويحتمل أن هشامًا كان يرويه من قول عائشة، وأحيانًا يقصره على عروة، ورواية العدد من الحفاظ أبعد عن الوهم، والله أعلم.
***
٩٧٠ - . . . زهير: حدثنا الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي، فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد عبد الله، فعلَّمه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش:"إذا قلت هذا -أو: قضيت هذا- فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد".
• حديث شاذ بإدراج هذه الزيادة في آخر المرفوع، والصواب: أنها من قول ابن مسعود، جزم بتلك الأئمة النقاد.
تقدم تخريجه مفصلًا تحت الحديث رقم (٦١٧)، فراجعه هناك، وملخص الصواب من طرق الحديث:
• ما رواه: شبابة بن سوار [ثقة حافظ]: ثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية: ثنا الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي، قال: وأخذ عبد الله بن مسعود بيدي، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فعلمني التشهد:"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
قال عبد الله: فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك من الصلاة، فإذا شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد.
• ورواه علي بن عياش [ثقة ثبت]، وغسان بن الربيع [صالح في المتابعات، وقد ضُعِّف]، وبقية بن الوليد [صدوق، مدلس، وقد صرح بالتحديث]:
قال علي بن عياش: حدثنا عبد الرحمن؛ [يعني: ابن ثابت بن ثوبان: صدوق]: حدثنا الحسن [هو: ابن الحر]، عن القاسم بن مخيمرة، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وفي رواية غسان بن الربيع: قال ابن مخيمرة: أخذ علقمة بيدي، وأخذ ابن مسعود بيد علقمة، وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد ابن مسعود، فعلمه التشهد]: