ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا؟ قال: فتلا عليَّ هؤلاء الكلمات؛ يعني: قول أبي موسى الأشعري في التشهد.
ولفظ سهل [عند الطبراني في الكبير]: "التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
أخرجه أحمد (٢/ ٦٨)، والطحاوي (١/ ٢٦٣)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٢٥٥/ ١٤٠٠٣)، وفي الأوسط (٣/ ١٠٣/ ٢٦٢٥)، والخطيب في الموضح (١/ ٣٠٢)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٨٥ - ١٨٦).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا أبان، تفرد به سهل".
قلت: بل تابعه عفان بن مسلم، عند أحمد والطحاوي.
• ومع كون الطبراني قد جزم بتفرد أبان به عن قتادة؛ إلا أنه هو نفسه الذي رواه من طريق آخر عن قتادة في معجمه الكبير (١٣/ ٢٥٥/ ١٤٠٠٤).
قال الطبراني: حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي [لينه الدارقطني وغيره. اللسان (١/ ٤١٠)]: ثنا نوح بن حبيب القومسي [ثقة]: ثنا أزهر بن القاسم [بصري: صدوق]، عن المثنى بن سعيد [الضبعي البصري: ثقة]، عن قتادة، عن عبد الله بن بابي، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله.
فإن كان شيخ الطبراني توبع عليه، فيصح إسناده إلى المثنى بن سعيد؛ وإلا فلا.
• قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٨٦): "هذا حديث صحيح، ... ، ورواته من أحمد فصاعدًا من رجال مسلم".
قلت: وهو كما قال، وقد ذكره الدارقطني في العلل (١٣/ ١٩٧/ ٣٠٨٩)، وسكت عليه، وهذا المرفوع يقدَّم على ما صح عنه موقوفًا، والله أعلم.
د- خارجة بن مصعب [متروك، كان يدلس عن الكذابين]، ومغيرة بن سقلاب [منكر الحديث، عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (٦/ ٣٥٩)، اللسان (٨/ ١٣٣)، وحديث القلتين المتقدم برقم (٦٤)]:
عن موسى بن عبيدة [الربذي: ضعيف]، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد: "التحيات الطيبات [وفي رواية مغيرة: الصلوات بدل: الطيبات] الزاكيات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله"، ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ٥٦) و (٦/ ٣٥٩)، والدارقطني (١/ ٣٥١)، وابن الجوزي في التحقيق (٥٤١).
قال الدارقطني: "موسى بن عبيدة، وخارجة: ضعيفان".