للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

قال عمر: ابدؤوا بأنفسكم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسلموا على عباد الله الصالحين.

لفظ الدراوردي.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٠٢/ ٣٠٦٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٦٢/ ٣٠١٢)، والحاكم (١/ ٢٦٦)، والبيهقي (٢/ ١٤٢).

قلت: ورواية الجماعة هي الصواب، وهي مرسلة.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وإنما ذكرته لأن له شواهد على ما شرطنا في الشواهد التي تشهد على سندها".

وقال البيهقي: "والرواية الموصولة المشهورة عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن القاري عن عمر: ليس فيها ذكر التسمية".

وقال الدارقطني في العلل (٢/ ١٨٠/ ٢٠٣): "رواه الزهري وهشام بن عروة عن عروة، فاختلفا فيه على عروة:

فجوَّد إسناده الزهري، ورواه عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبدٍ، عن عمر.

ورواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر، لم يذكر بينهما عبد الرحمن بن عبد.

وقول الزهري: أولى بالصواب، والله أعلم.

ولم يختلفوا في أن الحديث موقوف على عمر، ورواه بعض المتأخرين عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن ابن عبدٍ، عن عمر مرفوعًا، ووهم في رفعه، والصواب: موقوف.

وروى هذا الحديث ابن عيينة [كذا, ولعله أراد ابن إسحاق] عن الزهري وهشام بن عروة، جمع بينهما، وحمل حديث هشام على حديث الزهري، فقال: عن عروة عن عبد الرحمن بن عبدٍ، عن عمر، وهذا إسناد الزهري، وهشام لا يذكر في الإسناد عبد الرحمن بن عبدٍ".

قلت: وهو كما قال؛ رواية الزهري هي المحفوظة سندًا ومتنًا، فهو أحفظ من هشام.

• وعليه: فإن هذا حديث صحيح، وهو موقوف على عمر؛ وله حكم الرفع؛ فإن تعليم عمر للناس على المنبر، بهذا الذكر التعبدي، وبمحضر الصحابة، وبغير نكير منهم، وموافقته في الجملة لتشهد ابن مسعود وأبي موسى وابن عباس، وإنما زاد على حديث ابن مسعود وأبي موسى: الزاكيات، وجعلها مكان المباركات من حديث ابن عباس؛ كل ذلك دليل على أنه تلقاه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال الشافعي في الرسالة: "فلم نسمع إسنادًا في التشهد يخالفه ولا يوافقه: أثبت عندنا منه؛ وإن كان غيره ثابتًا، فكان الذي نذهب إليه أن عمر لا يعلم الناس على المنبر

<<  <  ج: ص:  >  >>