بين ظهراني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا على ما علمهم النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقال النووي في المجموع (٣/ ٤٢٠): "صحيح، رواه مالك في الموطأ، فهذه الأحاديث الواردة في التشهد، وكلها صحيحة، وأشدها صحة باتفاق المحدثين: حديث ابن مسعود، ثم حديث ابن عباس"، وصححه أيضًا في الأذكار (١٦٦)، وفي الخلاصة (١٤٠٦).
وبتشهد عمر: أخذ الزهري ومالك ومعمر وعبد الرزاق.
• وله إسناد آخر عن عمر به مرفوعًا، تفرد به ابن لهيعة، وهو: ضعيف [أخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٣٥١)، وفي الأفراد (١/ ٥٥/ ١١٦ - أطرافه)، والحاكم (١/ ٢٦٦)] [قال الدارقطني في السنن: "هذا إسناد حسن، وابن لهيعة: ليس بالقوي"، وقال في العلل (٢/ ٨٢/ ١٢٥): "ولا نعلم رفعه عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره؛ [يعني: ابن لهيعة]، والمحفوظ: ما رواه عروة، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري؛ أن عمر كان يعلم الناس التشهد، من قوله، غير مرفوع"، وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ١٨١): "وقد روي عن عمر مرفوعًا من وجوه لا تثبت"].
ولابن لهيعة فيه إسناد آخر، ولعل التبعة فيه على من رواه عنه [أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٧٦/ ٢١٨)].
٢ - عن عائشة، وله طرق:
أ- رواه مالك، وعبيد الله بن عمر العمري:
عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنها كانت تقول إذا تشهدت: التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم. لفظ مالك.
وأما عبيد الله بن عمر؛ فإنه قدَّم الصلوات على الطيبات، وقدَّم التسليم على الشهادة، ولم يقل: وحده لا شريك له [عند: أبي بكر الشافعي في الغيلانيات، بإسناد صحيح غريب إلى عبيد الله].
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٤٥/ ٢٤٢)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات" (١٠١٦ و ١٠١٧)، والبيهقي (٢/ ١٤٤).
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٨١): "هذا موقوف صحيح"، وهو كما قال.
• وخالفهما: ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان يقول في التشهد في الصلاة في وسطها وفي آخرها قولًا واحدًا: "بسم الله، التحيات لله، الصلوات لله، الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، ويعد لنا بيده عدد العرب.
أخرجه البيهقي (٢/ ١٤٢)، بإسناد جيد إلى ابن إسحاق.