الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت، رواه عنه: عمرو بن علي الفلاس [ثقة حافظ إمام]، وأبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله بن مسلم [ثقة]، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري [صدوق]، ومحمد بن بكر البرساني [صدوق]، وبكر بن بكار [ضعيف].
• هكذا رواه أيمن بن نابل [وهو صدوق يهِم]، فخالف في إسناده ومتنه من هو أحفظ وأضبط وأكثر عددًا منه:
فقد رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، فقيه إمام]، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، وطاوس، عن ابن عباس مرفوعًا.
ورواه يحيى بن آدم [ثقة حافظ]: حدثنا عبد الرحمن بن حميد [ثقة]: حدثني أبو الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس مرفوعًا.
فلم يذكرا فيه هاتين الزيادتين في أوله وفي آخره، فضلًا عن سلوكه فيه الجادة والطريق السهل: أبو الزبير عن جابر.
أخرجهما مسلم في الصحيح (٤٠٣/ ٦٠ و ٦١)، وتقدم تخريجهما برقم (٩٧٤).
وعليه: فإن حديث أيمن هذا: حديث منكر، اتفق الحفاظ على تضعيفه، ولا عبرة بتصحيح الحاكم له.
• قال مسلم في التمييز: "هذه الرواية من التشهد: غير ثابت الإسناد والمتن جميعًا. والثابت: ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد فتابع فيه في بعضه
فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس، وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وكل واحد من هذين عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن، ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد: بسم الله وبالله، فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث بخلاف الليث وعبد الرحمن إياه؛ دخل الوهم أيضًا في زيادته في المتن، فلا يثبت ما زاد فيه، وقد روي التشهد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوجهٍ عدةٍ صحاح، فلم يذكر في شيء منه بما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله"، ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار".
والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم" [التمييز (ص ٩٢ - ط. ابن حزم)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٤٢)].
وقال الترمذي في الجامع (٢٩٠): "حديث ابن عباس: حديث حسن صحيح غريب.
وقد روى عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي هذا الحديث، عن أبي الزبير نحو حديث الليث بن سعد.
وروى أيمن بن نابل المكي هذا الحديث، عن أبي الزبير، عن جابر؛ وهو غير محفوظ".
وقال في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر، وهو خطأ.