للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجل واحد، وهو حبان بن يسار الكلابي، أخطأ في تسميته أبو همام الخاركي الصلت بن محمد، لذا قال الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (٦٥): "أبو روح الكلابي هو: حبان بن يسار، وليس في نسبه زهير، وكناه موسى بن إسماعيل، وهو: ضعيف"، وذكره ابن عدي في الكامل فيمن اسمه: حيان، بالمثناة التحتانية، وقال: "ولحيان أحاديث، وليس بالكثير، وأحاديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه"، ولم يذكر له سوى هذا الحديث الواحد منكرًا به عليه، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم".

والحاصل: فإن حبان بن يسار الكلابي: ضعيف؛ وقد اضطرب في هذا الحديث، وهو حديث منكر؛ وكأن أبا داود تسهل في أمره لما رأى أن قد روى عنه جماعة، ولم يكن في متن حديثه نكارة، فأخرج له في سننه هذا الحديث.

وحبان الكلابي ليس هو: حيان بن عبيد الله بن حيان أبو زهير العدوي، وقد فرق بينهما الأئمة، والله أعلم.

[انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٨٥)، كنى مسلم (١٠٩٧)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٧٠)، سؤالات الآجري (٤٧٣)، الضعفاء الكبير (١/ ٣١٨) (١/ ٣٤٠ - ط. الصميعي)، الثقات (٦/ ٢٣٩) و (٨/ ٢١٤)، المجروحين (١/ ٢٦١) (١/ ٣١٩ - ط. الصميعي)، الكامل لابن عدي (٢/ ٤٢٤)، الأسامي والكنى (ق ١٥٨/ أ)، المؤتلف للدارقطني (١/ ٤١٨)، فتح الباب (٢٨٦٤)، ضعفاء ابن الجوزي (٧٤٣)، الميزان (١/ ٤٤٨)، إكمال مغلطاي (٣/ ٣٤٨)، التهذيب (١/ ٣٤٦)].

وبمثل هذا أيضًا يُرَدُّ على ابن حجر قوله في الفتح (١١/ ١٥٧): "ورواية موسى أرجح، ويحتمل أن يكون لحبان فيه سندان".

قلت: كيف يحتمل منه التعدد في الأسانيد، ولم يكن بالحافظ، بل وليس بثقة أصلًا، فمثله يضعّف لأجل جرح الأئمة له، ولأجل اختلاطه وتخليطه، كما هو ظاهر في هذا الحديث، وكان الأحرى بابن حجر أن يقول: إما أن نرجح رواية موسى لأنه الأحفظ، وإما أن يقال: اضطرب فيه حبان، فرواه مرة هكذا، ومرة هكذا.

قلت: وكلا الوجهين عن حبان: غير محفوظ، وهما من تخليط حبان هذا، وأخطأ في إسناده: داود بن قيس الفراء، حيث سلك فيه الجادة والطريق السهل، والمحفوظ: حديث مالك، فقد حفظه، وجوَّد إسناده، والله أعلم.

• وهاك أقوال الأئمة في الراجح من هذا الاختلاف على نعيم المجمر:

قال البخاري عن حديث مالك: "وهذا أصح".

وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث داود ومالك، فقال: "حديث مالك أصح، وحديث داود خطأ".

ثم ذكر له متابعة أبي جعفر الباقر محمد بن علي الهاشمي لداود بن قيس الفراء، فقال: "مالك أحفظ، والحديث حديث مالك" [العلل (٢٠٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>