يمدها يشير بها، ولا يحركها، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي مذعرة الشيطان".
ورواه مرة أخرى: كثير بن زيد، عن نافع، قال: كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، وأشار بإصبعه، وأتبعها بَصَرَه، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لهي أشدُّ على الشيطان من الحديد"؛ يعني: السبابة.
ورواه الواقدي: ثنا كثير بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تحريك الإصبع في الصلاة مذعرة للشيطان".
وهذا حديث منكر؛ مداره على كثير بن زيد الأسلمي، وتقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٩٨٧).
٤ - عن أبي قتادة:
رواه وكيع بن الجراح، عن أبي العميس [عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي: ثقة]، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم [الزرقي]، عن أبي قتادة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة وضع يمينه على فخذه اليمنى، وأشار بإصبعه.
أخرجه أحمد (٥/ ٢٩٧) (١٠/ ٥٣١٦/ ٢٢٩٧٦ - ط. المكنز)، والطبراني في الدعاء (٦٤٠).
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين.
وهذا الحديث قد رواه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه: عثمان بن حكيم، وزياد بن سعد، وعمرو بن دينار، وابن عجلان، ومخرمة بن بكير [وهم ثقات].
وخالفهم: أبو العميس، فرواه عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة.
ويبدو لي أن كلا الوجهين محفوظ عن عامر، لأبوين:
الأول: أن عامر بن عبد الله ثقة، بل قال أحمد: "ثقة، من أوثق الناس"، فيحتمل منه التعدد في الأسانيد.
الثاني: أن أبا العميس يروي بهذا الإسناد أحاديث عن أبي قتادة، فهو إسناد معروف تروى به أحاديث، وليس فيه سلوك للجادة، إذ جادته رواية الجماعة، والله أعلم.
٥ - عن خفاف بن إيماء:
رواه ابن إسحاق، قال: حدثني عن افتراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذه اليسرى في وسط الصلاة وفي آخرها، وقعوده على وركه اليسرى، ووضعه يده اليسرى على فخذه اليسرى، ونصبه قدمه اليمنى، ووضعه يده اليمنى على فخذه اليمنى، ونصبه إصبعه السبابة يوحد بها ربه عز وجل، عمران بن أبي أنس -أخو بني عامر بن لؤي، وكان ثقة-، عن أبي القاسم مقسم -مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل-، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، قال: صليت في مسجد بني غفار، فلما جلست في صلاتي، افترشت فخذي اليسرى، ونصبت السبابة، قال: فرآني خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، وكانت له صحبة مع