للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهشام بن سعد: مدني صدوق؛ إلا أنه لم يكن بالحافظ، يهم ويخطئ، وهو: ثبت في زيد بن أسلم، وليس بذاك القوي في غيره، لذا فقد تكلم فيه جماعة من الأئمة الحفاظ، والذي يظهر لي في هذا الحديث:

أن هشامًا رواه مرة موقوفًا، ومرة مرفوعًا، وقد تابعه على رفعه: معمر بن راشد عن إسماعيل بن أمية عن نافع بمعناه، كما أن له شاهد من مرسل عمرو بن الشريد، فدل على أن المحفوظ فيه الرفع، وإنما قصر فيه هشام حينما رواه موقوفًا، كما أنه رواه بالمعنى، والعمدة على رواية معمر عن إسماعيل بن أمية.

وقد سبق الكلام على هشام بن سعد مرارًا، ومتى يقبل حديثه، ومتى يردُّ وانظر مثلًا: ما تقدم برقم (١١٧ و ٤١٠ و ٤٢٤ و ٩٠٥ و ٩٢٧ و ٩٤١).

• ورواه ابن جريج، قال: أخبرني نافع؛ أن ابن عمر رأى رجلًا جالسًا [في الصلاة] معتمدًا على يديه، فقال: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم؟.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩٧/ ٣٠٥٥)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٧٠)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٥٤).

وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

• ورواه ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه رأى رجلًا جالسًا معتمدًا بيده على الأرض، فقال: إنك جلست جلسة قوم عُذِّبوا.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٩٧/ ٣٠٥٦).

وهذا موقوف بإسناد صحيح.

وبهذا يظهر أن نافعًا كان يرويه مرة مرفوعًا [كما في رواية إسماعيل بن أمية وهشام بن سعد]، ومرة موقوفًا [كما في رواية ابن جريج وابن عجلان]، ومثل هذا يحتمل من التابعي، بمعنى أنه كان أحيانًا يروي واقعة حدثت لابن عمر، وأحيانًا كان يروي المرفوع الذي حدثه به ابن عمر، والله أعلم.

• وقد روي من حديث الشريد بن سويد:

رواه عيسى بن يونس [كوفي، ثقة مأمون]، ومندَل بن علي [كوفي، ضعيف، والراوي عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو: حافظ، اتهم بسرقة الحديث]:

عن ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، قال: مرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا [في المسجد]، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على ألية يدي، فقال: "أتقعد قِعدة المغضوب عليهم". لفظ عيسى.

زاد في آخره [عند ابن حبان]: قال ابن جريج: وضع راحتيه على الأرض وراء ظهره.

وفي رواية مندل: أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا قد جلس، فاتكأ على يده اليسرى، فقال: "هذه جلسة المغضوب عليهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>