° قال ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٨٥): "إسناد خبر عبد الله بن مسعود هذا إسناد ثابت، لا أعلم أحدًا من أصحابنا دفعه.
وقد اختلفوا في تأويله، فقالت طائفة من أصحاب الحديث: خبر ابن مسعود هذا، وخبر ابن عباس، وأبي سعيد الخدري: ثابتة كلها، يجب القبول بها في مواضعها، فإذا شك المصلي في صلاته، وله تحري، والتحري: أن يميل قلبه إلى أحد العددين، وجب عليه استعمال حديث عبد الله، ويبني على العدد الذي مال إليه قلبه، ويسجد سجدتي السهو بعد السلام على ما في حديث عبد الله بن مسعود، وإذا لم يكن له تحري، ولا يميل قلبه إلى أحد العددين بنى على اليقين، على ما في حديث ابن عباس، وأبي سعيد، ويسجد سجدتي السهو قبل السلام"، ... إلى أن قال:"ومن قال بخبر أبي سعيد وابن عباس في موضعهما، وبخبر ابن مسعود في موضعه، قال: علينا إذا ثبتت الأخبار أن نمضيها كلها، ونستعمل كل خبر في موضعه، وإذا ثبت الخبر ارتفع النظر، ومعنى خبر ابن مسعود غير معنى خبر أبي سعيد، وإذا كان كذلك لم يجز أن يترك أحدهما؛ لأن الآخر أشبه بالنظر".
° وانظر فيمن خالف دليل المسألة برأيه، فقال بإبطال صلاة من قام إلى خامسة ساهيًا، أو أن يشفعها بركعة سادسة، ولا دليل له على قوله، ولو بحديث ضعيف: انظر مثلًا: مصنف عبد الرزاق (٢/ ٣٠٣/ ٣٤٦٠ و ٣٤٦١)، مسائل الكوسج (٢٣٢ و ٢٣٧ و ٣٥١)، جامع الترمذي (٣٩٤)، الأوسط لابن المنذر (٣/ ٢٩٥) [وقال: "فهذه الأخبار متفقة كلها، وقول أصحاب الرأي خلافها، وليس معهم لقولهم حجة"]، مختصر اختلاف العلماء (١/ ٢٧٩)، معالم السنن (١/ ٢٣٦) [وقال: "متابعة السنة أولى، واسناد هذا الحديث إسناد لا مزيد عليه في الجودة من إسناد أهل الكوفة"]. المحلى (٤/ ١٧٤) [وقال: "وهذا تقسيمٌ مخالفٌ للسُّنَّة، خارجٌ عن القياس، بعيدٌ عن سداد الرأي"]. معرفة السنن والآثار (٢/ ١٧٥) [وفيه: قال الشافعي: "يروونه ثم يخالفونه إلى غير أثر ولا حجة"]. المبسوط للسرخسي (١/ ٢٢٧)، شرح السُّنَة للبغوي (٣/ ٢٨٨)، المغني (١/ ٣٨٣)، بدائع الصنائع (١/ ١٧٨)، فتح الباري لابن رجب (٦/ ٤٤٩).
° مسألة:
إذا قام الإمام إلى خامسة، فماذا على المأمومين؟
الجواب: أن يسبحوا بالإمام حتى يرجع؛ فإن تمادى فلم يرجع؛ لم يكن لهم أن يتابعوه، وإنما يجلسون للتشهد فإن فرغوا منه سلموا، وصحت صلاتهم، إذ لا يلزمهم انتظاره؛ لأنه مخطئ في ترك متابعتهم؛ فلا يجوز اتباعه على الخطأ، فإن انتظروا الإمام ليسلموا معه فلا حرج في ذلك؛ لأنهم سيتابعونه فيما أصاب فيه من السلام، دون ما أخطأ فيه من الزيادة.