للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن بحينة - وهو من أزد شنوءة، وهو حليف لبني عبد مناف، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس، فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة، وانتظر الناس تسليمه، كبر وهو جالس، فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم".

هكذا بدون الزيادة؛ فكان البخاري حذفها عمدًا، وهي ثابتة في حديث أبي اليمان، فقد رواه الطبراني [ومن طريقه: أبو نعيم الحداد]، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي [عبد الرحمن بن عمرو النصري: ثقة حافظ]: ثنا أبو اليمان به، بالزيادة، قال: وكان منا المتشهد في قيامه والمتشهد وهو جالس، ولفظ الزيادة عند الآخرين: وكان منا المتشهد في قيامه من نسي أن يتشهد وهو جالس، وهي كذلك أيضًا عن الحداد، والذي يظهر لي أنها زيادة شاذة، حيث لم يأت بها أحد من أصحاب الزهري غير شعيب، وقد روى هذا الحديث عن الزهري أربعة عشر رجلًا [فيما وقفت عليه]، وأكثرهم من ثقات أصحابه، وأثبت الناس فيه، منهم: مالك، ومعمر، وابن عيينة، ويونس بن يزيد، والليث بن سعد، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وعمرو بن الحارث، وابن أبي ذئب، وابن جريج، والأوزاعي، وغيرهم، وقد حذفها البخاري عمدًا كما ترى.

° هكذا روى هذا الحديث عن ابن شهاب الزهري: مالك بن أنس، وشعيب بن أبي حمزة، وتابعهما على ذلك جماعة من ثقات أصحاب الزهري:

١ - الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة الأسدي، حليف بني عبد المطلب؛ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في صلاة الظهر وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد سجدتين، فكبر في كل سجدة، وهو جالس قبل أن يسلم، وسجدهما الناس معه، مكان ما نسي من الجلوس".

أخرجه البخاري (١٢٣٠)، ومسلم (٥٧٠/ ٨٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١٦٧/ ١٢٥١)، والترمذي (٣٩١)، وقال: "حسن صحيح"، وابن حبان (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٥/ ١٩٣٨) و (٥/ ٢٦٧/ ١٩٣٩) و (٥/ ٢٦٨/ ١٩٤١) و (٦/ ٣٩٨ - ٣٩٩/ ٢٦٧٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (١٢١)، والبيهقي (٢/ ٣٥٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٧٥٨/٢٩٠)، وقال: "متفق على صحته".

٢ - ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة، قال: "صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس، فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته انتظر الناس تسليمه، فكبر وسجد قبل أن يسلم، ثم رفع رأسه، ثم كبر وسجد، ثم رفع رأسه، وسلم".

أخرجه البخاري (٦٦٧٠)، والطحاوي (١/ ٤٣٨)، والبيهقي (٢/ ٣٤٠).

قال البيهقي: "هو حديث ثابت، لا يُشَكُّ في ثبوته".

٣ - معمر بن راشد، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة،

<<  <  ج: ص:  >  >>