للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: فلو كان لجابر الجعفي متابع غير منصور بن المعتمر لذكره الدارقطني، فلما لم يذكر قيسًا ولا ابن طهمان فيمن تابع الجعفي عليه، علمنا عدم ثبوت ذلك عنهما، وإنما هي مجرد أوهام، كما تقدم التدليل على ذلك، ويأتي أيضًا، والله أعلم.

وإن قيل: فهذا منصور بن المعتمر قد تابع جابرًا عليه، ومنصور: ثقة ثبت؟ فيقال: ثبِّت العرش ثم انقش، فهل هو ثابت حقًا من حديث منصور؟، فإن الدارقطني أحيانًا يسقط ممن دون المذكورين في الإسناد رجلًا ضعيفًا، أو يكون الإسناد غريبًا لا تثبت به المتابعة [انظر مثلًا: التتبع (٢٠٣)، وقابله بتخريج السنن للحديث رقم (٦٢١)] [علل الدارقطني (٩/ ٣٤/ ١٦٢٨)، وقابله بتخريج السنن للحديث رقم (٦٢٣)، [وراجع تخريج السنن للحديث رقم (٦٥٣)] [وانظر: العلل (٨/ ٥٩/ ١٤١٥)، [العلل (١٣/ ٣٤٢/ ٣٢٢٢)، وقابله بتخريج السنن للحديث رقم (٩٧٥)]، فكيف يكون ثابتًا عن منصور، ويعرض عنه الأئمة أصحاب السنن وغيرهم، ويذهبون لحديث جابر الجعفي؟!!.

• ثالثًا: شيخ الطحاوي: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر: صدوق، قال الدارقطني: "ثقة؛ إلا أنه كان يخطيء، فيقال له، فلا يرجع"، وكان قد عمي قبل موته [التهذيب (١/ ٨٦)، الميزان (١/ ٢١٤)] [وانظر في أوهامه: ما تقدم معنا في تخريج السنن تحت الحديث رقم (٧٢٣)]، وهو هنا قد تفرد بهذا الحديث عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وهو: بصري ثقة مأمون، كثير الأصحاب، وابن مرزوق وإن كان الطحاوي اعتمده في أبي عامر العقدي؛ إلا أنه لا يُعدُّ في المكثرين من أصحابه، فلعل الآفة منه في هذا الحديث، ولعله حدث به في آخر عمره بعد ما عمي، فوهم، والله أعلم.

• رابعًا: خالفه محمد بن سابق في إسناده عن ابن طهمان، فرواه كما رواه الناس: فقد تقدم في بيان طرق حديث الزهري عن الأعرج عن ابن بحينة، الطريق الثانية عشرة: أن أحمد بن عثمان بن حكيم، وأحمد بن علي بن الحسن أبو العباس البربهاري، وأبو جعفر أحمد بن زياد بن مهران السمسار [وهم ثقات]:

رووا عن محمد بن سابق [وهو: صدوق]، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن مالك بن بحينة؛ أنه قال: "صلى [بنا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم العصر، فقام من ركعتين، ثم لم يجلس حتى قضى صلاته - صلى الله عليه وسلم -، ثم سجد سجدتين وهو جالس.

أخرجه المحاملي في أماليه (٨٣ - رواية ابن البيع)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٢٢٠/ ١٧٩٣)، وابن البخاري في مشيخته (٧٦٦).

• خامسًا: فإن يكن هذا أصل حديث ابن طهمان، حيث دخل لابن مرزوق حديث في حديث؛ أو ليكن قد سقط له من إسناده: جابر الجعفي، وهو شيخ لابن طهمان، فيعود الحديث إلى الجعفي، والله أعلم.

• سادسًا: ومما يؤكد أيضًا كون هذه الرواية وهمًا محضًا: أن أحدًا ممن عاصر

<<  <  ج: ص:  >  >>