للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن القاسم في المدونة (١/ ٦٥): "وقال مالك: ليس العمل على قول عمر حين ترك القراءة، ... ".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ١٩٣): "حديث منكر اللفظ، منقطع الإسناد، لا حجة فيه عند أحد من أهل العلم بالنقل، وقد روي عن عمر من وجوه متصلة أنه أعاد تلك الصلاة".

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٤٢٧): "وهذا حديث منكر، وقد ذكره مالك في الموطأ، وهو عند بعض رواته ليس عند يحيى وطائفة معه؛ لأنه رماه مالك من كتابه بأخرة، وقال: ليس عليه العمل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"".

ثم قال: "وقد روي عن عمر أنه أعاد تلك الصلاة، وهو الصحيح عنه، وروى يحيى بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث؛ أن عمر نسي القراءة في المغرب فأعاد الصلاة.

وهو حديث متصل، وحديث مالك: مرسل عن عمر، لا يصح، والإعادة عنه صحيحة، رواها عن عمر جماعة، منهم: همام، وعبد اللّه بن حنظلة، وزياد بن عياض، وكلهم لقي عمر، وسمع منه، وشهد القصة، وروى الإعادة عن عمر أيضًا غيرهم".

ثم قال: "وروى أشهب عن مالك، قال: سئل مالك عن الذي ينسى القراءة، أيعجبك ما قال عمر؟ قال: أنا أنكر أن يكون عمر فعله، وأنكر الحديث، وقال: يرى الناسُ عمرَ يصنع هذا في المغرب فلا يسبحون به ولا يخبرونه! أرى أن يعيد الصلاة من فعل هذا، ويعيد القوم الذين صلوا معه".

وقال البيهقي: "والإعادة أشبه بالسُّنَة في وجوب القراءة، وأتها لا تسقط بالنسيان كسائر الأركان".

وقال النووي في المجموع (٣/ ٢٧٦): "أما الأثر عن عمر - رضي الله عنه -، فجوابه من ثلاثة أوجه: أحدها: أنه ضعيف؛ لأن أبا سلمة ومحمد بن علي لم يدركا عمر، والثاني: أنه محمول على أنه أسر بالقراءة، والثالث: أن البيهقي رواه من طريقين موصولين عن عمر - رضي الله عنه - أنه صلى المغرب ولم يقرأ فأعاد، قال البيهقي: وهذه الرواية موصولة موافقة للسُّنَّة في وجوب القراءة، وللقياس في أن الأركان لا تسقط بالنسيان"، وضعفه أيضًا في الخلاصة (١١١٨).

• وقد رواه الجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ٣٨/ ٤٠٦)،من طريق محمد بن مهاجر البغدادي، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك به.

قال الجوزقاني: "هذا حديث باطل، ومحمد بن مهاجر: ليس بثقة ولا مأمون"، ثم عارضه بحديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [وهو حديث متفق عليه، تقدم برقم (٨٢٢)].

<<  <  ج: ص:  >  >>