رواه عن عبد الرزاق: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن رافع، وأحمد بن يوسف السلمي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري [وهم ثقات حفاظ؛ عدا الأخير ففيه كلام].
• هكذا أدرج معمر هذه الزيادة التي في آخره في الحديث، فجعلها من كلام أم سلمة، وإنما هي من كلام الزهري، فصله إبراهيم بن سعد:
فقد رواه إبراهيم بن سعد: حدثنا الزهري، عن هند بنت الحارث [زاد الشافعي: ابن عبد الله بن أبي ربيعة، وقال الطيالسي: القرشية]؛ أن أم سلمة - رضي الله عنه -، قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرًا قبل أن يقوم".
قال ابن شهاب: فأرى - والله أعلم - أن مكثه لكي ينفُذ النساء قبل أن يدركَهنَّ مَن انصرف مِن القوم.
وفي رواية أخرى له [عند البخاري أيضًا]: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم يمكث في مكانه يسيرًا". قال ابن شهاب: فنرى - والله أعلم - لكي ينفذ من ينصرف من النساء.
وفي ثالثة [عند البخاري أيضًا]: "ويمكث هو في مقامه يسيرًا قبل أن يقوم".
وفي رواية الطيالسي عن إبراهيم بن سعد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلَّم من الصلاة لم يلبث في مقعده إلا قليلًا حتى يقوم.
قال الزهري: فنرى ذلك من أجل النساء حتى يمضين.
أخرجه البخاري (٨٣٧ و ٨٤٩ و ٨٧٠)، وابن ماجه (٩٣٢)، وابن خزيمة (٣/ ١٠٨/ ١٧١٩)، وأحمد (٦/ ٢٩٦)، والشافعي في الأم (١/ ١٢٦)، وفي السنن (٧٦)، وفي المسند (٤٤)، والطيالسي (٣/ ١٧٨/ ١٧٠٩)، وأبو يعلى (١٢/ ٤٤١/ ٧٠١٠)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٥٥/ ٨٣٢)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣١٣)، وفي العاشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٤٢) (٢٢٩٧ - المخلصيات)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ١٤)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٨٢)، وفي المعرفة (٢/ ٦٦/ ٩٤٥)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٢١٨/ ٧٠٨)، وقال: "هذا حديث صحيح".
وقد سأل صالح بن أحمد أباه عن حديث معمر هذا، فذكره ثم قال: "في الحديث عن أم سلمة، أو هو من كلام الزهري؟ "، فأجابه الإمام أحمد بما يقتضي أن معمرًا أدرجه، وفصله إبراهيم بن سعد [مسائل صالح (٦٩١)].
وممن رواه أيضًا عن الزهري غير معمر وإبراهيم بن سعد:
٣ - ورواه يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، قال: حدثتني هند بنت الحارث [الفراسية، وفي المسند: القرشية]، أن أم سلمة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرتها؛ "أن النساء في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كن إذا سلَّمْنَ من المكتوبة قُمْنَ، وثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام الرجال".