ب - وخالفهما: عبد الرزاق [ثقة حافظ، مصنف]، فرواه سفيان الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن الأسود، عن عبد الله به.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٤٠/ ٣٢٠٨)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (١٠/ ١٢٠/ ١٠١٦١).
قلت: رواية أبي نعيم ومن معه هي الصواب، وهي الموافقة لرواية الجماعة من أصحاب الأعمش، قصر فيه عبد الرزاق بإبهام عمارة بن عمير، والله أعلم.
• خالفهم في إسناده:
١ - حجاج بن أرطأة [ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين]، فرواه عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن المستورد العجلي؛ أن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما ينصرف عن يساره".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ١٢١/ ١٠١٦٥)، بإسناد صحيح إلى حجاج.
والصواب رواية الجماعة: عن الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن ابن مسعود، وقد خطَّأ أبو حاتم رواية حجاج هذه في العلل (١/ ١٢١/ ٣٣١)، وقال: "ليس للمستورد معنى".
٢ - زياد بن عبد الله: ثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال: قال عبد الله: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما ينصرف عن شماله.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ١٩٢)، بإسناد فيه لين إلى البكائي.
قلت: هو منكر بهذا الإسناد، فقد خالف فيه زياد البكائي جماعة الثقات من أصحاب الأعمش، وهم أعلم بحديث الأعمش منه، وزياد وإن كان ثبتًا في ابن إسحاق إلا أنه لم يكن بالقوي في غيره، وقد ضعفه جماعة لكثرة غرائبه ومناكيره [انظر: التهذيب (١/ ٦٤٩)، الميزان (٢/ ٩١)، جامع الترمذي (١٠٩٧)، سؤالات البرذعي (٢/ ٣٦٨)، سؤالات ابن بكير (١٠)] [وانظر فيما تقدم من أوهامه (١٠٤ و ٥٠٧ و ٥٢٠ و ٥٩٧)] [وانظر له وهمًا آخر في هذا الإسناد عند: البزار (٥/ ١٦٣٩/٧٠)].
• وانظر بقية الأوهام على الأعمش، فيما أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/ ٣١). وعنه: أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٣٢٦)، وما أخرجه الدارقطني في الثالث من الأفراد (٣٥).
قال الدارقطني في الثالث من الأفراد (٣٥) (٢/ ٧/ ٣٦٧٣ - أطرافه): "والمحفوظ عن الأعمش: عن عمارة، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود".
وله إسناد آخر:
يرويه الليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق؛ أن عبد الرحمن بن الأسود حدثه؛ أن الأسود حدثه؛ أن ابن مسعود حدثه؛ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامة ما ينصرف من الصلاة على يساره إلى الحجرات".