للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكنه قال في الأحكام الكبرى (٢/ ٤٠٥): "إسحاق بن كعب: لا أعلم روى عنه إلا ابنه سعد، وسعد: ثقة مشهور".

وتعقب ابنُ القطان في بيان الوهم (٣/ ٣٩٢/ ١١٣٢) عبد الحق في أحكامه الوسطى، فقال: "لم يبين موضع العلة، وهي الجهل بحال إسحاق بن كعب بن عجرة، راويه عن أبيه، ولا يُعرف روى عنه غير ابنه سعد بن إسحاق، وهو ثقة، وقد صرح بهذه العلة في كتابه الكبير إثر هذا الحديث، فاعلم ذلك".

ويبدو أن الذهبي قد تبع الترمذي أيضًا، فقال في الميزان (١/ ١٩٦) في ترجمة إسحاق بن كعب: "تابعي مستور؛ تفرد بحديث سُنَّة المغرب: "عليكم بها في البيوت"، وهو غريب جدًّا في أبي داود والنسائي والترمذي".

° قلت: أما حديث ابن عمر؛ فقد رواه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب [وهما ثقتان ثبتان]، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]، ومحمد بن إسحاق [صدوق]، وأبو أمية بن يعلى الثقفي [اسمه إسماعيل، وهو: متروك. اللسان (٢/ ١٨٦)]:

عن نافع، عن ابن عمر؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته".

لفظ مالك.

وفي رواية ابن إسحاق: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء في منزله".

وفي رواية ابن أبي ذئب: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي الركعتين بعد المغرب إلا في أهله، ولا يصلي بعد الجمعة إلا في أهله".

أخرجه ابن حبان (٦/ ٢٣٥/ ٢٤٨٧)، وأحمد (٢/ ٢٣ و ٨٧)، والطيالسي (٣/ ٣٧٢/ ١٩٤٥)، وعبد الرزاق (٣/ ٦٥/ ٤٨١٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ٥٣/ ٦٣٧١)، وعبد بن حميد (٧٨١)، والبزار (١٢/ ٢٤١/ ٥٩٨٣)، وأبو يعلى (١٠/ ١٨٩/ ٥٨١٧)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٣٩٠/ ٤١٤) و (٣/ ١٧٩/ ٥٦٤)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢١٣٣)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٧٩٠)، والطحاوي (١/ ٣٣٦)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (١/ ٣٤٣)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ١٨٢)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (١/ ٢٠٠/ ٥٧٤).

وهذا طرف من حديث ابن عمر المتفق عليه، ويأتي ذكر طريق أخرى له قريبًا، ويأتي تخريجه بطرقه وذكر ألفاظه في موضعه من السُّنن برقم (١٢٥٢)، إن شاء الله تعالى.

كما سيأتي أيضًا ذكر حديث حذيفة.

° والأقرب عندي - والله أعلم - أن حديث ابن عمر هذا لا يُعلُّ حديث كعب، لاختلاف المخرج، وعدم نكارة معنى حديث كعب، فإن الإمام أحمد لم ينكر على من احتج بحديث كعب هذا على أن من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد لم تجزه إلا أن يصليهما في بيته، وإنما قال: "ما أحسن ما قال، أو: ما أحسن ما انتزع" [المسند (٥/

<<  <  ج: ص:  >  >>