وخالف الحاكمَ الدارقطني والبيهقي:
قال الدارقطني في السنن: "كذا قال: عن محمد بن سالم، وقال غيره: عن محمد بن يزيد عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء، وهما ضعيفان".
وقال في العلل (١٣/ ٣٨٤/ ٣٢٧٦): "رواه داود بن عمرو، عن محمد بن يزيد، عن محمد بن سالم، عن عطاء، عن جابر، وغيره يرويه عن محمد بن يزيد، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عطاء، عن جابر، وكلاهما ضعيفان".
وقال البيهقي: "تفرد به: محمد بن سالم ومحمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء، وهما ضعيفان".
وبهما أيضًا أعل ابنُ القطان الحديثَ في بيان الوهم (٣/ ٣٦٠/ ١١٠٥).
قلت: محمد بن سالم الهمداني أبو سهل الكوفي: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٣/ ٥٦٨)].
• ورواه موسى بن مروان الرقي: ثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن محمد بن عبيد الله، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، فذكره بمعناه.
أخرجه البيهقي (٢/ ١٠).
وموسى بن مروان البغدادي، سكن الرقة: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه أبو حاتم وأبو داود وجماعة من الأئمة والثقات [التهذيب (٤/ ١٨٧)، الجرح والتعديل (٨/ ١٦٤ و ١٦٥)، تاريخ بغداد (١٣/ ٤١)، تاريخ دمشق (٦١/ ٢٠٩)].
ومحمد بن عبيد الله العرزمي: متروك.
• ورواه الحارث بن نبهان [متروك، منكر الحديث. التهذيب (١/ ٣٣٨)، الميزان (١/ ٤٤٤)]، عن محمد بن عبيد الله، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: صلينا ليلةً في غيم، وخفيت علينا القبلة، وعلمنا علمًا، فلما انصرفنا نظرنا فإذا نحن قد صلينا إلى غير القبلة، فذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "قد أحسنتم"، ولم يأمرنا أن نعيد.
أخرجه ابن وهب في الجامع (٤٥٣)، ومن طريقه: البيهقي (٢/ ١١).
وانظر أيضًا: سنن سعيد بن منصور (٢/ ٦٠١/ ٢١٠)، مصنف ابن أبي شيبة (١/ ٢٩٥/ ٣٣٨٢ و ٣٣٨٤)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٨).
قلت: وهذان الطريقان لا يقوي أحدهما الآخر؛ فإن راوييه عن عطاء كلاهما: متروك.
• ورواه أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريةً كنت فيها، فأصابتنا ظلمةٌ فلم نعرف القبلة، فقالت طائفة منها: القبلة ها هنا قبَلَ الشمال، فصلوا وخطوا خطًا، وقال بعضهم: القبلة ها هنا قبَلَ الجنوب، وخطوا خطًا، فلما أصبحنا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فقدمنا من سفرنا، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألناه عن ذلك، فسكت، وأنزل الله - عز وجل -: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}؛ أي: حيث كنتم.