للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه الدارقطني (١/ ٢٧١)، والبيهقي (٢/ ١١)، والواحدي في أسباب النزول (٤٤)، وفي تفسيره الوسيط (١/ ١٩٥).

قال البيهقي في السُّنن (٢/ ١٢): "ولم نعلم لهذا الحديث إسنادًا صحيحًا قويًا؛ وذلك لأن عاصم بن عبيد الله بن عمر العمري، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، ومحمد بن سالم الكوفي: كلهم ضعفاء، والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها، وفي حديثه أيضًا نزول الآية في [غير] ذلك، وقد صح عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب؛ أن الآية إنما نزلت في التطوع خاصة، حيث توجه بك بعيرك" [انظر: تهذيب السُّنن للذهبي (١/ ٤٦٤)].

وقال في الخلافيات (٢/ ٢٤ - مختصره): "وهذا ليس بالقوي لما فيه من الوجادة، والصحيح بهذا الإسناد: عن عبد الملك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر - رضي الله عنهما -؛ أن هذه الآية إنما أنزلت في التطوع خاصة".

وقال في المعرفة (١/ ٤٨٥): "حديث ضعيف، لم يثبت فيه إسناد".

وقال ابن حزم في المحلى (٣/ ٢٣١) بأنه حديث لا يصح؛ لأنه لم يروه إلا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهو ساقط، وأخطأ في تضعيف عبد الملك، بل هو ثقة.

وقال ابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٣٥٩/ ١١٠٥): "علته الانقطاع فيما بين أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري وأبيه، والجهل بحال أحمد المذكور، وما مُسَّ به أيضًا عبيد الله بن الحسن العنبري من المذهب، على ما ذكر ابن أبي خيثمة وغيره".

وضعفه النووي في المجموع (٣/ ٢١٥).

قلت: أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري: روى عنه جماعة من الثقات، لكنه مجهول الحال، بل قد وجدت له أوهامًا [علل الدارقطني (١٣/ ٢٨/ ٢٩١٩)، الثقات (٨/ ٣١)، بيان الوهم (٣/ ٣٥٩/ ١١٠٥)، اللسان (١/ ٥٣٣)، التعجيل (١٣٢١)، ذيل الميزان (١١٠)].

ولا تحتمل الوجادة من مثله؛ لأنا لا نعلم هل كان كتاب أبيه مصونًا عن الزيادة والنقصان، أم لا؟ وهل كان كتاب أبيه صحيحًا مقبولًا عند الأئمة؟ ولم أجد شيئًا يدل على ذلك، ولأنه لم يصرح بأنه بخط أبيه، فقد يكون أدخل فيه ما ليس من حديثه، ولأن الوجادة يدخلها من التصحيف والتحريف ما لا يدخل على السماع والعرض.

ثم هو غريب من حديث عبد الملك بن أبي سليمان، والمحفوظ عنه في ذلك:

• ما رواه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن إدريس، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وحفص بن غياث، وحكام بن سلم الرازي [وهم: ثلاثة عشر رجلًا من الثقات، بعضهم من كبار الحفاظ]:

عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه،

<<  <  ج: ص:  >  >>