قال: قلت له: أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بل شيء حدثناه كعب. وتقدم.
ب - ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأبان بن يزيد العطار:
عن يحيى، عن أبي سلمة؛ أنه سمع أبا هريرة، يحدث أنه سمع كعبًا، يقول: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم - عليه السلام -، وفيه دخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة.
أخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ (١/ ٧٦)، وعلقه ابن خزيمة (٣/ ١١٦/ ١٧٢٩ م).
ج - ورواه الحسين بن ذكوان المعلم [ثقة، من أثبت أصحاب يحيى]، ومعاوية بن سلام [ثقة]:
عن يحيى: أخبرني أبو سلمة؛ أنه سمع أبا هريرة يقول: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم جمعة، فيه خلق الله - عز وجل - آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة.
هكذا موقوفًا على أبي هريرة قوله، لم يذكرا فيه كعبًا.
أخرجه ابن الصواف في الثاني من حديثه (١١)، والبيهقي (٣/ ٢٥١).
* قلت: الأوزاعي لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه أشرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)]، وقد انفرد بقول أبي سلمة فيه:"قلت له: أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بل شيء حدثناه كعب"، وأبان وشيبان: ثقتان متقاربان في يحيى، وقد زادا فيه ذكر كعب الأحبار، دون قول أبي سلمة، واقتصر حسين المعلم ومعاوية بن سلام على وقفه على أبي هريرة، لم يذكرا فيه كعبًا، وقولهما أقرب عندي إلى الصواب، أعني عدم جعله من كلام كعب، وذلك لأمور:
* منها: أن هذا الحديث قد رواه عن أبي سلمة به مرفوعًا من حديث أبي هريرة: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي [في المحفوظ عنه، ورواية قيس بن سعد عنه شاذة]، والتيمي: مدني ثقة [روايته مخرجة في الذكر والدعاء (٣/ ٩٩٢/ ٤٥٦)]، وتابعه: محمد بن عمرو بن علقمة، وهو: مدني صدوق [تقدمت روايته برقم (٤)]، وفي رواية سعيد بن الحارث بن أبي سعيد المدني، وهو ثقة أيضًا، وسياقها [عند أحمد (٥/ ٤٥٠)، والبزار (٦٢٠ - كشف)، وراجع تخريج الذكر والدعاء (٣/ ٩٩٤/ ٤٥٦)] يدل على الرفع لكن من حديث عبد الله بن سلام، بدل أبي هريرة، وهو أحد أوهام رواية سعيد هذه، ولعلها من أوهام راويها عنه: فليح بن سليمان، وهو: ليس به بأس، وله أوهام وغرائب كثيرة، ومن أوهامه في هذه الرواية: جعل وفاة أبي هريرة سابقة على وفاة عبد الله بن سلام على خلاف الصواب.
* ومنها: أن لفظ الحديث عند مالك في الموطأ (١/ ١٦٥/ ٢٩١) لا يحتمل